"وقال سهل بن عبد الله" التستري: "من لم ير" أي: يعمل ويتيقن "ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم" بفتح الواو وكسرها نفوذ حكمه وسلطانه "عليه في جميع أحواله" بأن لا يخالفه في أمر من الأمور، "وير نفسه في ملكه" بكسر الميم حتى كأنه مملوكه، "لم يذق حلاوة سنته؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم" أي: لا يكمل إيمانه "حتى أكون أحب إليه من نفسه"، فإنه يدل على تلذذه بالاقتداء به، وإنما يلتذ بذلك إذا أحبه، فإن المحب لا يخالف محبوبه، فيترك مراده لمراده وبهذا دل على الأحبية، وطابقة العلة معلولها. "وروينا عن السيد العارف بالله تعالى، الكبير" محمد بن أحمد بن إبراهيم "أبي عبد الله القرشي"، الأندلسي، ثم المصري، ثم المقدسي، وبه توفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة، والدعاء عند قبره مجاب، ولقي نحو ستمائة شيخ، وجد واجتهد، وأخذ عنه كثيرون، وله كرامات، "أنه قال: حقيقة المحبة أن تهب كلك لمن أحببت، ولا يبقى لك منك شيء، انتهى". وهو من ثمراتها وعلاماتها، "فمن آثر هذا النبي الكريم على نفسه" بأن قدم ما فيه رضاه، بامتثال أمره واجتناب نهيه، مطمئنًا بقبول ما جاء عنه زيادة على الإيمان "كشف الله له