قال ابن عدي: ومع ذلك، فيكتب حديثه، قال السخاوي: وهذه الطرق يتقوى بعضها ببعض، ولذا أخذ بمضمونها جماعة، فقال النعمان بن أبي عياش الرزقي، أحد التابعين الفضلاء، من أبناء الصحابة، فيما أخرجه في الشعب، وابن أبي الدنيا: عيادة المريض بعد ثلاث. وقال الأعمش عند البيهقي: كنا نقعد في المجلس، فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه، فإن كان مريضًا عدناه، وهذا يشعر باتفاقهم على هذا، وليس في صريح الأحاديث ما يخالفه، وما رواه الطبراني، عن ابن عباس: عيادة المريض أول يوم سنة، فما كان بعد ذلك فتطوع، ورواه البزار بلفظ، ما زاد بعد ذلك فنافلة، فيحتمل أن مراده أول مرة، وقوله سنة يريد سنة النبي صلى الله عليه وسلم على الصحيح، "ولا نطيل بإيراد ما ورد في فضل العبادة خوف الملل، ويكفي حديث أبي هريرة" عند الترمذي واب ماجه، "مما حسنه الترمذي مرفوعًا" أي قال: قال صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضًا" زاد في رواية الترمذي: "أو زار أخا له في الله"، "ناداه مناد من السماء، طبت وطاب ممشاك وتبوأت" أي سكنت "من الجنة منزلًا" نسب السكنى إليه مبالغة؛ لأنه جزاء لفعله، "وهذا لفظ ابن ماجه" وكذا هو لفظ الترمذي، لكن بالزيادة المذكورة، ورواه ابن حبان بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا عاد الرجل أخاه، أو زاره، قال الله: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت منزلًا في الجنة". "وفي سنن أبي داود عن أنس، مرفوعًا: "من توضأ فأحسن الوضوء" بفعل سننه وفضائله وتجنب مكروهاته، "وعاد أخاه المسلم محتسبًا" أجره على الله، "بوعد من جهنم مسيرة سبعين خريفًا" أي عامًا، ويحتمل أن المراد التكثير. "وفي حديث أبي سعيد" سعد بن مالك الخدري، "عن ابن حبان في صحيحه" برجال