للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضًا، وشهد جنازة وصام يومًا وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة".

وعند أحمد عن كعب مرفوعًا: "من عاد مريضًا، خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده استنقع فيها". زاد الطبراني: "وإذا قام من عنده فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج".

ولم يكن صلى الله عليه وسلم يخص يومًا من الأيام بعيادة المريض، ولا وقتًا من الأوقات، وترك العيادة يوم السبت مخالف للسنة، ابتدعه يهودي طبيب لملك قد مرض وألزمه بملازمته، فأراد يوم الجمعة أن يمضي لسبته فمنعه، فخاف على استحلال سبته، ومن سفك دمه، فقال: له إن المريض لا يدخل عليه يوم السبت، فتركه


ثقات، "مرفوعًا: "خمس" من الخصال "من علمهن في يوم" أي يوم جمعة "كتبه الله" أي قدر أوامر الملائكة أن تكتب له أنه "من أهل الجنة" وهذا علامة على حسن الخاتمة، وبشرى له بذلك: "من عاد مريضًا" أي زاره في مرضه، ولو أجنبيًّا، "وشهد جنازة" أي حضرها وصلى عليها، "وصام يومًا" وفي رواية أبي يعلى: وصام يوم الجمعة، أي تطوعًا، "وراح إلى الجمعة" إلى محل صلاتها، "وأعتق رقبة" أي خلصها من الرق لوجه الله، وظاهره أنه لا يكتب له ذلك إلا بفعل الخمس في يوم واحد يكون يوم جمعة، أي جمعة كانت، وعند أحمد عن معاذ مرفوعًا: "خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنًا على الله؛ من عاد مريضًا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيًا، أو دخل على إمامه يريد تعزيزه وتوقيره، أو قعد في بيته وسلم الناس منه وسلم من الناس".
"وعند أحمد عن كعب" بن مالك، "مرفوعًا" عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضًا خاض في الرحمة" حال ذهابه لعيادته، "فإذا جلس عنده استنقع فيها" أي شملته وعمت جميع أجزائه "زاد الطبراني" في روايته لهذا الحديث: "وإذا قام من عنده، فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج" أي حتى يعود إلى مكانه الذي جاء منه للعيادة، فأفاد الحديث خوضه فيها ذاهبًا وراجعًا، والاستنقاع مدة جلوسه عنده، "ولم يكن صلى الله عليه وسلم يخص يومًا من الأيام بعيادة المريض، ولا وقتًا من الأوقات" ولكن جرت العادة بها طرفي النهار، كما مر عن الحافظ، ومن آدابها عدم تطويل الجلوس عنده، فربما شق على المريض أو على أهله، "وترك العيادة يوم السبت مخالف للسنة ابتدعه يهودي طبيب لملك" سلطان "قد مرض، وألزمه بملازمته، فأراد يوم الجمعة أن يمضي لسبته، فمنعه، فخاف على استحلال سبته" إن جاء، "ومن سفك دمه"

<<  <  ج: ص:  >  >>