"ومن الغريب ما نقله ابن الصلاح عن الفراوي" بضم الفاء نسبة إلى فراوة بلدة قرب خوارزم "أن العيادة تستحب في الشتاء ليلًا، وفي الصيف نهارًا، ولعل الحكمة في ذلك" إن صح "أن المريض يتضرر بطول الليل في الشتاء، وبطول النهار في الصيف، فيحصل له بالعيادة استرواح" أي راحة في نفسه بالزيادة "وينبغي اجتناب التطيب من أعداء الدين، من يهودي ونحوه" نصراني، "فإنه مقطوع بغشه" للمسلمين، "سيما إن كان المريض كبيرًا في دينه أو علمه" فإنهم يتقربون بالسعي في فقد المسلمين له، "خصوصًا إن كان هذا العدو يهوديًّا؛ لأن قاعدة دينهم" الباطل؛ "أن من نصح مسلمًا فقد خرج عن دينه" وقد حكي أن الإمام المازري مرض، فكان يطلبه يهودي، فقال له يومًا: يا سيدي مثلي يطب مثلكم، وأي قربة أجدها أتقرب بها في ديني مثل أن أفقدكم للمسلمين، فشفي وقرأ الطب، فكان يفزع إليه فيه، كما يفزع إليه في الفقه رحمه الله، "وإن من استحل السبت، فهو مهدر الدم عندهم، حلال لهم سفك دمه" والمسلمون يستحلونه، فيعملون فيه ما يرى اليهودي تحريمه، "ولا ريب أن من خاطر بنفسه يخشى عليه أن يدخل في عموم النهي فيمن قتل نفسه بشيء، وقد كثر الضرر في هذا الزمن بأهل الذمة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والله تعالى يرحم القائل:"