للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعن النصارى واليهود فإنهم ... بلغوا بمكرهم بنا الآمالا

خرجوا أطباء وحسابًا لكي ... يتقسموا الأرواح والأموالا

ومما كان يفعله عليه الصلاة والسلام ويأمر به تطييب نفوس المرضى وتقوية قلوبهم، ففي حديث أبي سعيد الخدري، قال صلى الله عليه وسلم: إذا دخلتم على مريض فنفسوا له في أجله، فإن ذلك يطيب نفسه، مثل أن يقول له: لا بأس عليك، طهور إن شاء الله، ووجهك الآن أحسن، وما أشبه ذلك.

وقد يكون من هذا أن يذكر له الأجور الداخلة عليه في مرضه، وأن المرض كفارة، فربما أصلح ذلك قلبه، وأمن من خوف زلل ونحوه.

وقال بعضهم: في هذا الحديث نوع شريف جدًّا من أشرف أنواع العلاج، وهو الإرشاد إلى ما يطيب نفس العليل من الكلام الذي تقوى به الطبيعة، وتنتعش


"لعن النصارى واليهود فإنهم ... بلغوا بمكرهم بنا الآمالا"
"خرجوا أطباء وحسابًا لكي ... يتقسموا الأرواح والأموالا"
"ومما كان يفعله عليه الصلاة والسلام ويأمر به تطييب نفوس المرضى، وتقوية قلوبهم" كما في البخاري عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل على مريض يعوده، قال: "لا بأس طهور إن شاء الله".
"ففي حديث أبي سعيد اخدري" عند الترمذي وابن ماجه، بإسناد ضعيف، "قال صلى الله عليه وسلم إذا دخلتم على مريض" تعودونه، "فنفسوا له في أجله" أي وسعوا له وأطمعوه في طول الحياة، أو اذهبوا حزنه فيما يتعلق بأجله، قال الطيبي: في أجله متعلق بنفسوا مضمنًا معنى التطميع، أي طمعوه في طول أجله، واللام للتأكيد والتنفيس التفريج، "فإن ذلك يطيب نفسه" فيرتاح، وقد قيل للرشيد وهو عليل: هون عليك وطيب نفسك، فإن الصحة لا تمنع من الفناء، والعلة لا تمنع من البقاء، فارتاح لذلك، ولفظ الحديث عند الترمذي وابن ماجه: فإن ذلك لا يرد شيئا وهو يطيب بنفس المريض "مثل أن يقول له: لا بأس عليك طهور إن شاء الله" "بفتح الطاء، أي مطهر من الذنوب"، "ووجهك الآن حسن، وما أشبه ذلك" مما يدخل السرور عليه، "وقد يكون من هذا أن يذكر له الأجور الداخلة عليه في مرضه، وأن المرض كفارة" للذنوب، "فربما أصلح ذلك قلبه وأمن من خوف زلل ونحوه".
"وقال بعضهم" هو ابن القيم "في هذا الحديث نوع شريف جدًّا من أشرف أنواع العلاج، وهو الإرشاد إلى ما يطيب نفس العليل من الكلام الذي تقوى به الطبيعة، وتنتعش

<<  <  ج: ص:  >  >>