للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمريض: "لا بأس عليك، طهور إن شاء الله تعالى"، وربما كان يقول: "كفارة وطهور".

وقالت عائشة رضي الله عنها: كان صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا يضع يده على المكان الذي يألم ثم يقول: "بسم الله". رواه أبو يعلى بسند صحيح.

وأخرج الترمذي بسند لين من حديث أبي أمامة رفعه من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته ويسأله كيف هو، وعند ابن السني بلفظ: كيف أصبحت أو كيف أمسيت؟

وإذا علمت هذا، فاعلم أن المرض نوعان: مرض القلوب ومرض الأبدان.

فأما طب القلوب ومعالجتها فخاص بما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن ربه


شاء الله تعالى" دعاء لا خبر، "وربما كان يقول: "كفارة وطهور" وفيه استحباب مخاطبة العائد للعليل بما يسليه من ألمه، وتذكيره بالكفارة لذنوبه والتطهير لآثامه.
"وقالت عائشة رضي الله عنها: كان صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا يضع يده على المكان الذي يألم" "بفتح اللام"، أي يتوجع منه، "ثم يقول: "بسم الله" أداويك، "رواه أبو يعلى بسند صحيح" وفي نسخ بسند حسن، "وأخرج الترمذي بسند لين" أي ضعيف، قال الترمذي: إسناده ليس بذاك، وقال في موضع آخر فيه علي بن زيد ضعيف، "من حديث أبي أمامة" صدى بن عجلان، "رفعه من تمام عيادة المريض" أي مكملاتها ومتمماتها "أن يضع أحدكم" يعني العائد "يده على جبهته" حيث لا عذر، "ويسأله كيف هو" أي كيف حاله، وبقية رواية الترمذي، وتمام تحيتكم بينكم المصافحة.
"وعند ابن السني، بلفظ" ويقول له: "كيف أصبحت" إذا عاده في الصباح، "أو كيف أمسيت" إذا عاده في المساء، فإن ذلك ينفس عن المريض، هذا بقية رواية ابن السني.
قال ابن بطال: في وضع اليد على المريض تأنيس له، وتعرف لشدة مرضه ليدعو له بالعافية على حسب ما يبدو له منه، وربما رقاه ومسح على ألمه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحًا، وقد يعف العلاج، فيعرف العلة، فيصف له ما يناسبه.
"وإذا علمت هذا فأعلم أن المرض نوعان، مرض القلوب" أي فسادها بنحو الحسد وسوء العقيدة، وهو مجاز، "ومرض الأبدان" خروجها عن الاعتدال، وهو حقيقي، ولكل منهما طب ودواء يعالج به؛ "فأما طب القلوب" هكذا في أكثر النسخ، وهي المناسبة لقوله الآتي، وأما طب الأجساد، ولأن القصد ذكر الطب لا المرض، "ومعالجتها" عطف تفسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>