للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن يوهن القلب والبدن.

ومنها: حرمات الطاعة، وتقصير العمر، ومحق البركة، ولا يمتنع زيادة العمر بأسباب، كما ينقص بأسباب، وقيل: تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن حقيقة الحياة هي حياة القلب، فليس عمر المرء إلا أوقات حياته بالله، فتلك ساعات عمره، فالبر والتقوى والطاعات تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره، ولا عمر له سواها. وبالجملة: فالعبد إذا أعرض عن الله، واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقة. ومنها: أن المعصية تورث الذل. ومنها: أنها تفسد العقل، فإن للعقل نورًا، والمعصية تطفئ نور العقل.

ومنها: أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ


"ومنها: أنه يوهن القلب والبدن" يضعفهما.
"ومنها حرمات الطاعة وتقصير العمر ومحق البركة" وأجاب عن سؤال: هو أن الأجل مكتوب، فكيف يتأتى نقصه أو زيادته، بقوله: "ولا يمتنع زيادة، العمر بأسباب، كما ينقص بأسباب" باعتبار ما في صحف الملائكة، أما باعتبار علم الله، فلا يزيد ولا ينقص.
"وقيل: تأثير المعاصي في محق العمر، إنما هو بأن" أي بسبب أن "حقيقة الحياة هي حياة القلب، فليس عمر المرء إلا أوقات حياته بالله، فتلك ساعات عمره" النافعة له، "فالبر والتقوى والطاعات تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره، ولا عمر له سواها؛ وبالجملة، فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقة" التي تحصل له نفع الدارين.
"ومنها: أن المعصية تورث الذل" أي كونه يصير ذليلًا محتقرًا بين الناس، وإن لم يطلعوا على ما فعله "ومنها: أنها تفسد العقل" فيرى الصواب خطأ، والخطأ صوابًا، "فإن للعقل نورًا، والمعصية تطفئ نور العقل" فيصير كالمجنون.
"ومنها: أنها تزيل النعم" كما اشتهر، ومعناها صحيح، ولم أقف عليه.
قال السخاوي: "وتحل النقم" "بضم التاء وكسر الحاء من أحله" كذا أنزله به، "فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب" كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: ٣٠] ، بسبب المعاصي، والفاء؛ لأن ما شرطية أو مضمنة معناه، ولم يذكرها نافع وابن عامر استغناء بما في الباء من معنى السببية، {وَيَعْفُو عَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>