"إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن الذنوب تزيل النعم" وفي رواية فإن المعاصي بدل الذنوب. "وحطها بطاعة رب العباد ... فرب العباد سريع النقم" حطها بحاء وطاء مهملتين، أي أحفظها، وبقية القصيدة: وإياك والظلم مهما استطعت ... فظلم العباد شديد الوخم وسافر بقلبك بين الورى ... لتبصر آثار من قد ظلم فتلك مساكنهم بعدهم ... شهود عليهم ولا تتهم وما كان شيء عليهم أضر ... من الظلم وهو الذي قد قصم فكم تركوا من جنان ومن ... قصور وأخرى عليهم أطم صلوا بالجحيم وفات النعيم ... وكان الذي نابهم كالحلم وقد يشهد لصدر الأبيات قوله صلى الله عليه وسلم: "ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤنة الناس عليه، فمن لم يحتمل تلك المؤنة فقد عرض تلك النعمة للزوال"، رواه البيهقي وأبو يعلى والعسكري عن معاذ، وللطبراني والبيهقي عن ابن عمر، رفعه: "إن لله أقوامًا اختصهم بالنعم لمنافع يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم"، وللبيهقي عن أبي هريرة، رفعه: "ما من عبد لله عليها نعمة أسبغها عليه إلا جعل إليه شيئًا من حوائج الناس، فإن تبرم بهم فقد عرض تلك النعمة للزوال"، قال السخاوي: وبعضها يؤكد بعضًا. وعن الفضيل بن عياض: "أما علمتم أن حاجة الناس إليكم نعمة من الله عليكم، فاحذروا أن تملوا النعم فتصير نقمًا" أخرجه البهيقي. "ومن عقوباتها أنها تستجلب مواد هلاك العبد في دنياه وآخرته" أي أسباب هلاكه، ومادة الشيء ما يكون الشيء حاصلًا مع بالقوة فيتسبب حصوله عنها كالآلة التي تركب منها السرير مثلًا "فإن الذنوب هي أمراض متى استحكمت قتلت، ولا بد كما أن البدن لا يكون