للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستفراغ المادة الفاسدة

وقد أشير إلى الثلاثة في القرآن:

فالأول: قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: ١٨٤] وذلك أن السفر مظنة النصب، وهو من مغيرات الصحة، فإذا وقع فيه الصيام ازداد فأبيح الفطر، وكذلك القول في المرض.

والثاني: وهو الحمية، من قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم} [النساء: ٢٩] فإنه استنبط منه جواز التيمم عند خوف استعمال الماء البارد، وقال تعالى في آية الوضوء {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة: ٦] فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه، وهو تنبيه على الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج.

والثالث: من قوله تعالى: {أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ} [البقرة: ١٩٦] فإنه


بإخراج الدم والإسهال والقيء، "وقد أشير إلى الثلاثة في القرآن، فالأول قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ} [البقرة: ١٨٤] ، أي مسافر "فعدة" أي فعليه عدد "من أيام آخر" يصومها بدله، "وذلك أن السفر مظنة النصب" بفتحتين التعب، "وهو من مغيرات الصحة، فإذا وقع فيه الصيام ازداد، فأبيح الفطر، وكذلك القول في المرض" ففي هذا الإشارة إلى حفظ الصحة، "والثاني، وهو الحمية من قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم} " [النساء: ٢٩] ، فإنه استنبط منه جواز التيمم عند خوف استعمال الماء البارد" واحتج بذلك عمرو بن العاصي، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه أبو داود وغيره.
"وقال تعالى في آية الوضوء: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} [المائدة: ٦] ، مرضًا يضره الماء " {أَوْ عَلَى سَفَرٍ} " أي مسافرين وأنتم جنب، أو محدثون، " {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} " المكان المعد لقضاء الحاجة، أي أحدث، {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} وفي قراءة بلا ألف، وكلاهما بمعنى من اللمس، وهو الجس باليد، قاله ابن عمر، وقال ابن عباس: هو الجماع، {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} تطهرون به بعد الطلب والتفتيش، وهو عائد لما عدا المرضى {فَتَيَمَّمُوا} اقصدوا {صَعِيدًا طَيِّبًا} طاهرًا، "فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه، وهو تنبيه على الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج" فهو أصل الحمية؛ "والثالث" مأخوذ "من قوله تعالى" {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى

<<  <  ج: ص:  >  >>