"وقال تعالى في آية الوضوء: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} [المائدة: ٦] ، مرضًا يضره الماء " {أَوْ عَلَى سَفَرٍ} " أي مسافرين وأنتم جنب، أو محدثون، " {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} " المكان المعد لقضاء الحاجة، أي أحدث، {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} وفي قراءة بلا ألف، وكلاهما بمعنى من اللمس، وهو الجس باليد، قاله ابن عمر، وقال ابن عباس: هو الجماع، {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} تطهرون به بعد الطلب والتفتيش، وهو عائد لما عدا المرضى {فَتَيَمَّمُوا} اقصدوا {صَعِيدًا طَيِّبًا} طاهرًا، "فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه، وهو تنبيه على الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج" فهو أصل الحمية؛ "والثالث" مأخوذ "من قوله تعالى" {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى