للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه النسائي وصححه ابن حبان والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ: "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا".

وعند أحمد من حديث أنس: "إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا".

وعند البخاري في "الأدب المفرد" وأحمد وأصحاب السنن، وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم عن أسامة بن شريك، رفعه: "تداووا عباد الله، فإن الله


وهذا من تمام لطف الرب بخلقه، كما ابتلاهم بالأدواء أعانهم عليها بالأدوية، وكما ابتلاهم بالذنوب أعانهم عليها بالتوبة والحسنات الماحية.
"وأخرجه النسائي، وصححه ابن حبان والحاكم، عن ابن مسعود رضي الله عنه" عن النبي صلى الله عليه وسلم، "بلفظ: "أن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء".
قال بعضهم: الداء علة تحصل بغلبة بعض الأخلاط، والشفاء رجوعها إلى الاعتدال، وذلك بالتداوي، وقد يحصل بمحض لطف الله بلا سبب.
وقال ابن سينا: الداء هيئة ناسخة للصحة، تخرج البدن عن المجرى الطبيعي، وعرفه غيره بأنه المخرج للبدن عن المجرى الطبيعي، بتناول أو غالب من الأخلاط.
قال الرازي: وهذا أوجه لعمومه، "فتداووا" وجوبًا في الأمراض القلبية، وندبًا أو إباحة في الأمراض البدنية، إن لم يترتب على ترك التداوي هلاك أو ترك واجب، وإلا وجب التداوي، وقد يحرم، كقدح عين أدى للصلاة مستلقيًا عند جمع من المالكية، وصحح بعضهم: وهو مذهب الشافعية جوازه.
"وعند أحمد من حديث أنس" مرفوعًا: "إن الله حيث خلق الداء" ظرف مكان بالاعتبار أي قدره وأوجده في بدن أو عضو، "خلق الدواء فتداووا" فإن أصيب الدواء واستعمل على وجه برئ.
"وعند البخاري في" كتاب "الأدب المفرد، وأحمد وأصحاب السنن" الأربعة، "وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم، عن أسامة بن شريك" الثعلبي "بمثلثة ومهملة"، صحابي تفرد بالرواية عنه زياد بن علاقة على الصحيح، "رفعه" فقال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده، كأن على رءوسهم الطير، فسئل عن التداوي، فقال: "تداووا عباد الله" كذا في كثير من النسخ بدون يا، ومثله في الجامع.
وفي بعض النسخ: يا عباد الله، ومثله في شرح المصنف للبخاري: فلعلهما روايتان، وصفهم بالعبودية إيذانًا بأن التداوي، لا يخرجهم عن التوكل الذي هو من شرطها، أي تداووا ولا تعتمدوا في الشفاء على التداوي بل كونوا عباد الله متوكلين عليه، "فإن الله لم يضع داء إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>