للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن الاستسقاء مرض مادي، سببه مادة غريبة باردة تحلل الأعضاء فتربو بها، إما الأعضاء الظاهرة كلها، وإما المواضع الخالية من النواحي التي فيها تدبير الغذاء والأخلاط.

وأقسامه ثلاثة: لحمي، وهو أصعبها، وهو الذي يربو معه لحم جميع البدن، بمادة بلغمية تفشو مع الدم في الأعضاء. وزقي: وهو الذي يجتمع معه في البطن الأسفل مادة مائية ردية يسمع لها عند الحركة خضخضة كالماء في الزق، وهو أرادأ أنواعه عند أكثر الأطباء. وطبلي: وهو الذي تنتفخ معه البطن بمادة ريحية، إذا ضربت عليه سمعت له صوتًا كصوت الطبل.

وإنما أمرهم عليه الصلاة والسلام بشرب ذلك؛ لأن في لبن اللقاح جلاء وتليينًا وإدرارًا وتلطيفًا وتفتيحًا للسدد، إذا كان أكثر رعيها الشيخ والقيصوم


"رواه الشيخان" واللفظ لمسلم وزاد في رواية: قال سلام: فبلغني أن الحجاج قال لأنس: حدثني بأشد عقوبة عاقبه النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثه بهذا الحديث، فبلغ الحسن البصري، فقال: وددت أنه لم يحدثه بهذا، وللإسماعيلي: فوالله ما انتهى الحجاج حتى قام على المنبر، فقال: حدثنا أنس، فذكر الحديث، وقال: قطع النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي والأرجل، وسمر الأعين في معصية الله، أفلا نفعل مثل ذلك في معصية الله؟
"واعلم أن الاستسقاء مرض مادي" أي سببه مادة تفسد الجسد، كما قال: "سببه مادة غريبة باردة تحلل الأعضاء فتربو" أي تزيد "بها إما الأعضاء الظاهرة كلها" بأن تنفتح مثلًا بسبب تلك المادة، "وإما المواضع الخالية من النواحي التي فيها تدبير الغذاء والأخلاط، وأقسامه ثلاثة: لحمي، وهو أصعبها" من جهة شدته في البدن، "وهو الذي يربو" يزيد "معه لحم جميع البدن بمادة بلغمية تفشو"، أي تنتشر "مع الدم في الأعضاء، و" الثاني: "زقي" "بزاي وقاف"، "وهو الذي يجتمع معه في البطن الأسفل مادة مائة ردية، يسمع لها عند الحركة خضخضة" أي تحرك واضطراب، "كالماء في الزق" والمراد: أثر الخضخضة، وهو القاموس، "وهو أردأ أنواعه عند أكثر الأطباء" من حيث تعسر دوائه وعلاجه، "وطبلي: وهو الي تنتفخ معه البطن بمادة ريحية إذا ضربت عليه سمعت له صوتًا كصوت الطبل" وهو أخفها، "وإنما أمرهم عليه الصلاة والسلام بشرب ذلك" اللبن والبول، "لأن في لبن اللقاح جلاء وتليينًا وإدرارًا وتلطيفًا وتفتيحًا للسدد إذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>