إذا وجدت لهيب الحب في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم أبترد هبني بردت ببرد الماء ظاهرة ... فمن النار على الأحشار تتقد "وحكي كسرها"، أي "الراء" مع وصل الهمزة، وحكى عياض رواية بهمزة قطع مفتوحة وكسر الراء من إيراد الشيء إذا عالجه فصيره باردًا، مثل أسخنته إذا صيرته سخنًا، وأشار إليها الخطابي، وقال الجوهري: إنها لغة ردية، وقول أبي البقاء: الصواب وصل الهمزة وضم الراء، زاد القرطبي: وأخطأ من زعم قطعها فيه نظر بعد ثبوتها رواية عند عياض والخطابي، فيكفي في توجيهها أنها لغة وإن كانت ردية بعنى مخالفة للقياس. "وفي رواية ابن ماجه" من حديث أبي هريرة لا ابن عمر كما يوهمه المصنف: "بالماء البارد" شربًا وغسل أطراف؛ لأن البارد رطب ينساغ لسهولته، فيصل للطافته إلى أماكن العلة من غير حاجة إلى معاونة الطبيعة. "وفي رواية همام" بن يحيى، "عن أبي جمرة" بجيم وراء نصر بن عمران بن عصام الضبعي "بضم المعجمة وفتح الموحدة، بعدها مهملة" البصري، نزيل خراسان، مشهور بكنيته، ثبت من رجال الجميع، مات سنة ثمان وعشرين ومائة. "عند البخاري" في وصفه جهنم، "قال: كنت أجالس ابن عباس بمكة" وفي رواية أحمد: كنت أدفع الناس عن ابن عباس، "فأخذتني الحمى، فاحتبست أيامًا" عن المجيء له، "فقال: ما حبسك" أي منعك، "قلت: الحمى، قال: أبردها" عنك "بماء زمزم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء، أو بماء زمزم"، شك همام" "بفتح الهاء وشد الميم" ابن يحيى البصري، راوي الحديث عن أبي جمرة. "قال ابن القيم: قوله بالماء فيه قولان: أحدهما: أنه كل ماء، وهو الصحيح، والثاني: