"رواه الطحاوي وأبو نعيم في الطب" النبوي، والنسائي وأبو يعلى والطبراني والحاكم، وقال: على شرط مسلم، وأقره الذهبي، وقال الحافظ: سنده قوي، وقال شيخه الهيثمي: رجاله ثقات. "وأخرج الطبراني من حديث عبد الرحمن بن المرقع" "بضم الميم وفتح الراء وكسر القاف المشددة وعين مهملة" السلمي، صحابي سكن مكة وشهد فتح خيبر، "رفعه: "الحمى رائد الموت" أي رسوله الذي يتقدمه، كما يتقدم الرائد قومه، فهي مشعرة بقدومه، فليستعد صاحبها له بالمبادرة إلى التوبة والخروج من المظالم، والاستغفار والصبر وإعداد الزاد، ولا ينافيه عدم استلزام كل حمى للموت؛ لأن الأمراض كلها من حيث هي مقدمات للموت ومنذرات به، وإن أفضت إلى سلامة جعلها الله تذكرة لابن آدم يتذكر بها الموت. وقد روى أبو نعيم عن مجاهد: ما من مرض يمرضه العبد إلا ورسول ملك الموت عنده، حتى إذا كان آخر مرض يمرضه، أتاه ملك الموت، فقال: أتاك رسول بعد رسول، فلم تعبأ به، وقد أتاك رسول يقطع أثرك من الدنيا، "وهي سجن الله في الأرض" للمؤمن، حبس بها عبده إذا شاء، ففتروها بالماء، هكذا زاد البيهقي وغيره من مرسل الحسن البصري، رفعه: وهو تفسير من المصطفى ولا عطر بعد عروس، "فبردوا لها الماء في الشنان" "بكسر المعجمة" جمع شن بفتحها القربة البالية، "وصبوه عليكم فيما بين الأذانين المغرب والعشاء"، قال: ففعلوا، فذهب عنهم الحمى" وهذا الحديث رواه ابن السني وأبو نعيم في الطب، والديلمي والقضاعي من حديث أنس، ورواه العسكري، وزاد بيان السبب عن أنس، قال: لما افتتح صلى الله عليه وسلم خيبر وكانت مخضرة من الفواكه، وقع الناس فيها، فأخذتهم الحمى، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أيها الناس الحمى رائد الموت"، فذكر. "وقد أخرج التمذي من حديث ثوبان" الهاشمي، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، صحبه ولازمه، ونزل بعده الشام، مات بحمص سنة أربع وخمسين، "مرفوعًا: "إذا أصاب أحدكم الحمى، وهي قطعة من النار" حقيقة أو مجازًا، "فليطفئها عنه بالماء" لأن الماء يطفئ النار، واستأنف بيانيًّا في