"وقال ابن القيم: وإذا اتخذ منه" أي الحرير "ملبوس كان معتدل الحرارة" لأنه حار رطب "في مزاجه" أي طبعه "مسخنًا للبدن، وربما برد البدن بتسمين إياه" أي أحدث فيه البرد بسبب التسمين، فلذا وصفه للحكة. "وقال الرازي: الأبريسم" "بفتح السين وضمها" الحرير، أو معرب كما في القاموس، وفي المصباح: معرب، وفيه لغات كسر الهمزة والراء والسين، وابن السكيت يمنعها، ويقول: ليس في الكلام افعيلل "بكسر اللام"، بل بالفتح مثل اهليلج واطريفل، والثانية فتح الثلاثة، والثالثة كسر الهمزة وفتح الراء والسين، "أسخن من الكتان، وأبرد من القطن، ويربى" "بموحدة بعد الراء، أي يزيد "اللحم" أي يسمنه، "وكل لباس خشن، فإنه يهزل" "بضم الياء وكسر الزاي"، "ويصلب" "بضم الياء وكسر اللام المشددة وموحدة" أي ييبس "البشرة" ويجففها، "فملابس الأوبار" "بموحدة" جمع وبر للبعير، كالصوف للغنم، أي المتخذة منها، "والأصواف" المتخذة من صوف الغنم "تسخن وتدفئ" البدن لحرارتها ويبسها، "وملابس الكتان والحرير والقطن تدفئ ولا تسخن" لأنه لا يبس فيها، فثياب الكتاب باردة يابسة، وثياب الصوف حارة يابسة، وثياب القطن معتدلة الحرارة، وثياب الحرير ألين من ثياب القطن، وأقل حرارة منه، ولما كانت ثياب الحرير ليس فيها شيء من اليبس والخشونة، كغيرها صارت نافعة من الحكة لأن الحكة كما قدمته لا تكون إلا عن حرارة ويبس وخشونة، فلذلك رخص عليه الصلاة والسلام لهما في لباس الحرير لمداواة الحكة" لكونها معتدلة الحرارة وخلوها من اليبس والخشونة.