للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر طبه صلى الله عليه وسلم من السم الذي أصابه بخيبر] :

تقدم في غزوتها قصة اليهودية التي أهدت إليه الشاة المسمومة، وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن امرأة يهودية أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية بخيبر، فقال: "ما هذه"؟ فقالت: هدية، وحذرت أن تقول من الصدقة فلا يأكل. فأكل النبي صلى الله عليه وسلم وأكل أصحابه، ثم قال: "أمسكوا"،


ذكر طبه صلى الله عليه وسلم من السم الذي أصابه بخيبر:
السم معروف، ويثلث، والجمع سموم وسمام، قاله القاموس، والأكثر فتح سينه، "تقدم في غزوتها" أي خيبر "قصة اليهودية" وهي زينب بنة الحارث، كما سماها ابن إسحاق وموسى بن عقبة، "التي أهدت إليه الشاة المسمومة" مبسوطة، وأنها أسلمت، كما قال الزهري وسليمان التيمي.
"وقد روى عبد الرزاق" بن همام بن نافع الحميري، مولاهم أبو بكر الصنعاني، ثقة، حافظ، له تصانيف، مات سنة إحدى عشرة ومائتين، وله خمس وثمانون سنة، "عن معمر" بن راشد الأزدي، مولاهم البصري، نزيل اليمن، ثقة، ثبت، فاضل، مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، "عن الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب أحد الأعلام، "عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك" الأنصاري، المدني، ثقة، من كبار التابعين، ويقال: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومات في خلافة سليمان؛ "أن امرأة يهودية" هي زينب.
وفي أبي داود أنها أخت مرحب اليهودي، وبه جزم السهيلي، وعند البيهقي أنها بنت أخي مرحب، "أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة"، أي عنزا، كما في رواية "مصلية" بفتح الميم وسكون الصاد"، أي مشوية "بخيبر" بعدما افتتحها، وبنى بصفية، "فقال: "ما هذه"؟ فقالت: هدية وحذرت" "بفتح الحاء وكسر الذال المعجمة، أي خافت" ويجوز ضم الحاء وشد الذال، أي خوفت "أن تقول من الصدقة، فلا يأكل،" وهو خلاف ما أرادته، "فأكل النبي صلى الله عليه وسلم" أي مضغ منها مضغة على ما عند ابن إسحاق، ثم لفظها أو ابتلعها على ما عند غيره، وجمع بينهما بأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>