وفي رواية: ارفعوا أيديكم، "ثم قال للمرأة: "هل سميت هذه الشاة"؟ قالت: من أخبرك؟ قال: "هذا العظم" لساقها" ما بين الركبة والقدم مؤنثة، "وهو" أي العظم "في يده" وهذا مخالف لرواية أبي داود عن جابر, والبيهقي عن أبي هريرة، قال: "أخبرتني هذه في يدي" للذراع، والجواب أن المراد بالساق هنا الذراع؛ لأن الشاة لما كانت تمشي على أربع أطلق على ذراعها اسم الساق، وقد جاء عند ابن إسحاق وغيره؛ لأنها سألت، أي عضو من الشاة أحب إليه، قيل: الذراع، فأكثرت فيها من السم، ثم سمت باقي الشاة، ثم جاءت بها، وتناول صلى الله عليه وسلم الذراع، فانتهش منها، فلما ازدرد لقمته، قال: "ارفعوا أيديكم، فإن هذه الذراع تخبرني أنها مسمومة"، "قالت: نعم، قال: "لِمَ"؟ وفي رواية "ما حملك على ذلك"؟ "قالت: أردت إن كنت كاذبا أن نستريح منك" نحن "والناس، وإن كنت نبيًّا لم يضرك". وعند ابن سعد، قالت: قتلت أبي وزوجي وعمي وأخي، ونلت من قومي، فقلت: إن كان نبيا، فسيخبره الذراع، وإن كان ملكا استرحنا منه. وتقدم عن صحيح البخاري أنه جمع اليهود، فقال: "هل جعلتم في هذه الشاة سما"، قالوا: نعم، قال: "ما حملكم على ذلك"؟، قالوا: أردنا إن كنت كاذبا أن نستريح منك، وإن كنت نبيا لم يضرك، ونسب الجعل لهم؛ لأنهم لما علموا به حين شاورتهم، وأجمعوا لها على سم معين، كأنهم جعلوه، ولذا قالوا: نعم، وكأنه جمعهم وسألهم بعدما سألها، فأجابوه بمثل ما أجابته به. "قال: فاحتجم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة على كاهله" أي بين كتفيه، كما في رواية: حجمه أبو هند، أو أبو طيبة بالقرن والشفرة، ويحتمل أنهما جميعا حجماه، فقد روي أنه احتجم بين كتفيه في ثلاثة مواضع. "وقد ذكروا في علاج السم أن يكون بالاستفراغات والأدوية التي تعارض فعل السم وتبطله" تزيله تفسير للمعارضة، "إما بكيفياتها وإما بخواصها، فمن عدم الدواء" الذي نص