"القسم الثاني: الصادقة وهي رؤيا الأنبياء ومن تبعهم من الصالحين، وقد تقع لغيرهم بندور" أي قلة إنقاذا لهم من المعاصي، أو معافاة في أبدانهم، "وهي التي تقع في اليقظة على وفق ما وقعت في النوم" كرؤياه صلى الله عليه وسلم أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام آمنين محلقين رؤسهم ومقصرين. "وقد وقع لنبينا صلى الله عليه وسلم من الرؤيا الصادقة التي كفلق"، "بفتحتين"، "الصبح" أي شبيهة به في الضياء والوضوح، وخص بالشبة لظهوره الواضح الذي لا يشك فيه "ما لا بعد" لكثرته فلا يمكن حصره بعد "ولا يحد" لعدم إمكان حده. "قال عائشة: أول ما بدئ "بضم الموحدة وكسر المهملة فهمزة" به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي" أي من أقسامه، فمن للتبعيض، وقل القزاز لبيان الجنس، كأنها قالت من جنس الوحي وليست منه، أي فهي مجاز علاقته المشابهة للوحي في أنه لا دخل للشيطان فيها، رده عياض بحديث أنها جزء من النبوة الرؤيا الصادقة في النوم" زيادة للإيضاح أو لتخرج رؤيا العين يقظة، مجازا، "فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت" في بيانها مجيئا، "مثل:" فنصب نعت مصدر محذوف "فلق الصبح" في الضياء والظهور أو التقدير مشبهة ضياء الصبح، فالنصب على الحال والفلق الصبح لكنه لما استعمل في هذا المعنى وغيره أضيف إليه للتخصيص والبيان إضافة العام للخاص، "الحديث رواه البخاري" في مواضع ومسلم ومر بتمامه في أوائل الكتاب.