للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية: الصالحة.

وهما بمعنى بالنسبة إلى أمور الآخر في حق الأنبياء، وأما بالنسبة إلى أمور الدنيا، فالصالحة في الأصل أخص. فرؤيا النبي صلى الله عليه وسلم كلها صادقة، وقد تكون صالحة وهو الأكثر، وغير صالحة بالنسبة إلى الدنيا، كما وقع في الرؤيا يوم أحد، فإنه صلى الله عليه وسلم رأى بقرا تذبح، ورأى في سيفه ثلما، فأول البقر ما أصاب أصحابه يوم أحد، والثلم الذي كان في سيفه برجل من أهل بيته يقتل، ثم كانت العاقبة للمتقين، وكان بعد ذلك النصر والفتح على جميع الخلق.

وأما رؤيا غير الأنبياء، فبينهما عموم وخصوص إن فسرنا الصادقة بأنها التي لا تحتاج إلى تفسير، وأما إن فسرناها بأنها غير الأضغاث فالصالحة أخص مطلقا.

وقال الإمام نصر بن يعقوب الدينوري في "التعبير القادري": الرؤية الصادقة ما يقع عينه، أو ما يعبر في المنام، أو يخبر به من لا يكذب، والصالحة ما فسر.

واعلم أن الناس في الرؤيا على ثلاثة درجات:


"وفي رواية" عند مسلم والبخاري في بدء الوحي: "الصالحة" بدل الصادقة، "وهما بمعنى" واحد "بالنسبة إلى أمور الآخرة في حق الأنبياء، وأما بالنسبة إلى أمور الدنيا، فالصالحة في الأصل أخص" من الصادقة، "فرؤيا النبي صلى الله عليه وسلم" وغيره من الأنبياء "كلها صادقة، فالصالحة في الأصل أخص" من الصادقة، وقد تكون صالحة وهو الأكثر، وغير صالحة بالنسبة إلى الدنيا، كما وقع في الرؤيا يوم أحد، فإنه صلى الله عليه وسلم رأى بقرا" "بموحدة فقاف" "تذبح، ورأى في سيفه ثلما" "بفتح المثلثة وسكون اللام" "فأول البقر ما" أي بما "أصاب أصحابه يوم أحد" من استشهاد سبعين، "والثلم الذي كان في سيفه برجل من أهل بيته يقتل" حمزة سيد الشهداء، "ثم كانت العاقبة للمتقين وكان بعد ذلك النصر الفتح على جميع الخلق".
"وأما رؤيا غير اأنبياء فبينهما" أي الصادقة والصالحة "عموم وخصوص" من وجه "إن فسرنا الصادقة بأنها التي تحتاج إلى تفسيره وأما إن فسرناها غير الأضغاث، فالصالحة أخص مطلقا" من الصادقة.
"وقال الإمام نصر بن يعقوب الدينوري" "بفتح الدال والنون والواو" وراء نسبة إلى الدينور من بلاد الجبل "في" كتاب "التعبير القادري: الرؤيا الصادقة ما يقع بعينه" يقظة مثل ما وقع مناما، "أو ما يعبر في المنام" للرائي "أو يخبر به من يكذب" من الأنبياء وكثير من الصالحين، "والصالحة ما فسر": عبر بتعبير كتعبيره صلى الله عليه وسلم اللبن بالعلم.
"واعلم أن الناس في الرؤيا على ثلاث درجات: الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>