قال الحافظ في المغازي، في قوله: "من الإسلام". رد على من أول الدين هنا بالطاعة، وقال: المراد أنهم يخرجون من طاعة الإمام، وهي صفة الخوارج الذين كانوا لا يطيعون الخلفاء، والذي يظهر أن المراد بالدين الإسلام، كما فسرته الرواية الأخرى، وخرج الكلام مخرج الزجر، وأنهم بفعلهم ذلك يخرجون من الإسلام الكامل، "كما يخرج السهم من الرمية"، "بفتح الراء وكسر الميم وشد التحتية، فعلية بمعنى مفعولة" وهو الصيد المرمي شبه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد، فيدخل فيه ويخرج منه, ومن شدة سرعة خروجه لقوة الرامي لا يعلق من جسد الصيد بشيء. زاد في التوحيد: يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان: "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد"، وحذف المصنف من رواية الشيخين عقب قوله: "الرمية". "ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافة، فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه، لا يوجد فيه شيء، ثم ينطر إلى قذذه، فلا يوجد فيه شيء قد سبق للفرث والدم" وينظر بالبناء للمجهول في الجميع، والنصل حديدة السهم، ورصافة "براء مكسورة فمهملة ففاء"، أي عصبته التي تكون فوق مدخل النصل، جمع رصفة بحركات، ونضيه "بفتح النون" وحكي ضمها، وكسر الضاد المعجمة، فتحتية ثقيلة، فسره في الحديث بالقدح "بكسر القاف وسكون الدال"، أي عود السهم قبل أن يراش وينصل، وقيل: هو ما بين الريش والنصل، قاله الخطابي. قال ابن فارس: سمي بذلك لأنه بري حتى عاد نضوا، أي هزيلا. وحكى الجوهري عن بعض أهل اللغة: أن النضي النصل، والأول أولى وقذذه "بضم القاف ومعجمتين، الأولى مفتوحة": جمع قذة وهي ريش السهم، يقال لكل واحدة قذه، ويقال هو أشبه بالقذة، لأنها تجعل على مثال واحد، والفرث "بفاء ومثلثه" ما يجتمع في الكرش والدم، يعني لم يظهر أثرهما فيه، وكذلك هؤلاء لم يتعلقوا بشيء من الإسلام، "آيتهم"، "بالمد"، أي علامتهم "رجل أسود" اسمه نافع، كما عند ابن أبي شيبة. وقال ابن هشام: ذو الخويصرة "إحدى عضديه" ما بين المرفق والكتف، "مثل ثدي المرأة"، "بفتح المثلثة وسكون الدال المهملة"، "أو" قال: "مثل البضعة"، "بفتح الموحدة وسكون المعجمة" القطعة من اللحم "تدردر"، "بفتح الفوقية والدالين المهملتين بينهما راء ساكنة وآخره راء أخرى، وأصله تتدردر، حذفت إحدى التاءين تخفيفا، أي تتحرك وتذهب