قال الحافظ: رواية فرقة "بضم الفاء" هي المعتمدة، وهي التي عند مسلم وغيره، ويؤيدها ما في مسلم أيضا: تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، تقتلها أولى الطائفتين بالحق، أخرجه هكذا مختصرا من وجهين، وفي هذا وفي قوله صلى الله عليه وسلم "يقتل عمار الفئة الباغية" دلالة واضحة على أن عليا ومن معه كانوا على الحق، وأن من قاتلهم كانوا مخطئين في تأويلهم. "قال أبو سعيد" الخدري: "فأشهد أني سمعت هذا" الحديث "من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه" بالنهروان. وفي رواية البخاري: وأشهد أن عليا قتلهم، ونسبة قتلهم له لأنه القائم بذلك "فأمر بذلك، الرجل" الذي قال صلى الله عليه وسلم: "آيتهم" ... إلخ، "فالتمس"، "بضم الفوقية" مبنيا للمفعول، أي طلب في القتلى، "فوجد". وفي مسلم: فلما قتلهم علي قال: انظروا، فلم ينظروا شيئا، فقال: ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خربة، "فأتي به". وعند الطبري: فقال علي: اطلبوا ذا الثدية، فطلبوه فلم يجدوه، فقال: ما كذبت ولا كذبت، فوجدوه في وهدة من الأرض عليه ناس من القتلى، فإذا رجل على يديه مثل سلاسل السد نور، فكبر علي والناس "حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعته" يريد ما تقدم من كونه أسود ... إلخ. قال بعض أهل اللغة: النعت يختص بالمعاني، كالطول والقصر، والعمى والخرس، والصفة بالفعل كالضرب والجرح، وقال غيره: النعت للشيء الخاص والصفة أعم. وعند أحمد والطبراني والحاكم عن عبد الله بن شداد أنه دخل على عائشة مرجعه من العراق، فقالت: حدثني عن أمر هؤلاء الذين قتلهم علي، قال: إن عليا لما كاتب معاوية، وحكَّما الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس، فنزلوا بأرض يقال لها حروراء بجانب الكوفة،