"رواه الطبراني في الأوسط عن أنس" وأخرجه بدون ذكر المرجئة أبو داود والحاكم من حديث أبي حازم، عن ابن عمر، رفعه: "القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم"، ورواته ثقات لكنه منقطع، لأن أبا حازم لم يسمع من ابن عمر، وإليه أشار الحاكم، فقال: على شرطهما إن صح أن أبا حازم سمع من ابن عمر. قال بعضهم: استأثر الله بسر القدر ونهى عن طلبه، ولو كشف لهم عنه وعن عاقبته لما صح التكليف، كما لا يصح عند كف الغطاء يوم القيامة، فالسعادة فضله والشقاوة عدله، وإنما ينكشف سر الله للخلائق إذا دخلوا الجنة، ولا ينكشف لهم قبل دخولها. "وقد أخبر عليه الصلاة والسلام أصحابه بأشياء بين موته وبين" قيام "الساعة، وحذر من مفاجأتها" إتيانها بغتة، بمعنى أنه حذر الإنسان من الغفلة، بحيث تفجؤه على غير تأهب، وإلا ففجأتها لا يمكن التحذير منها، "كما يحذر من حاد عن الطاعة، وإن الساعة لا تقوم حتى تظهر جملة من الأمارات" العلامات الدالة على دنوها "في العالم، فإذا جاءت الطامة" الداهية التي تطم، أي تعلو على سائر الدواهي "الكبرى" أكبر الدواهي، "يطيش منها الجاهل والعالم، كما روي من رفع الأمانة والقرآن" من الصدور والمصاحف، "واشتهار الخيانة وحسد الأقران" بعضهم لبعض، "وقلة الرجال وكثرة النسوان"، بحيث يكون لخمسين امرأة قيم واحد، "إلى غير ذلك مما شهدت بصحته الأخبار، وقضى بحقيقة وقوعه الاعتبار" وظاهر هذا أنه بيان للطامة، فالمراد بها غير المراد بها في الآية، فهي هنا المصيبة التي تعم الناس من الأشياء المذكورة، أما في الآية، فقال البيضاوي: القيامة أو النفخة الثانية أو الساعة التي يساق فيها أهل الجنة إليها وأهل النار إليها، ويحتمل أن يقدر في المصنف مضاف نحو، فإذا جاءت مقدمات