للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج -وهو القتل- وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم الرجل من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في


الطامة، "وقد تعين أن نلم" أن نذكر من ألم بالشيء إذا فعله "بطرف من الآثار الصحاح والحسان، فروى البخاري" من أفراده، عن مسلم "من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال": "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان"، "بكسر الفاء بعدها همزة مفتوحة تثنية فئة" أي جماعتان "عظيمتان" أي كثيرتان، والمراد علي ومن معه ومعاوية ومن معه لما تحاربا بصفين، "يكون بينهما مقتلة"، "بفتح الميم مصدر ميمي"، "عظيمة" أي قتل عظيم، فقتل من الفريقين سبعون ألفا، وقيل: أكثر، "دعواهما واحدة" أي دينهما، لأن كلا منهما كان يتسمى بالإسلام، أو المراد أن كلا منهما يدعي أنه المحق، وقد كان علي هو الإمام والأفضل، يومئذ باتفاق أهل السنة، ولأن أهل الحل والعقد بايعوه بعد عثمان فهو المصيب، فله أجران، ومخالفه مخطئ وليس المراد البعث بمعنى الإرسال المقارن للنبوة، بل هو كقوله تعالى: {أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ} [مريم: ٨٣] ، "دجالون" جمع دجال، يقال: دجل فلان الحق بالباطل، أي غطاه، ومنه الدجال ودجله سحره، ويقال: سمي بذلك لتمويهه وتخليطه على الناس، ويطلق أيضا على الكذب، فقوله: "كذابون" تأكيد، ولا يجمع ما كان على فعال جمع تكسير عند الجمهور لئلا تذهب المبالغة منه وإنه كان قد جاء مكسرا فهو شاذ كما قال مالك في محمد بن إسحاق، إنما هو دجال من الدجاجلة، قال عبد الله بن إدريس الأودي: ما علمت أن دجالا يجمع على دجاجلة حتى سمعتها من مالك بن أنس، "قريبا" بالنصب حال من النكرة الموصوفة.
وفي رواية أحمد: قريب، بالرفع على الصفة "من ثلاثين".
وفي مسلم عن جابر بن سمرة أن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا دجالا، كلهم يزعم أنه نبي، فجزم بالثلاثين، ولأبي داود والترمذي، وصححه ابن حبان عن ثوبان: "وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون". "كلهم يزعم أنه رسول الله" زاد في حديث ثوبان: "وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي".
وروى أبو يعلى بإسناد حسن عن ابن الزبير: "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا، منهم: مسيلمة والعنسي والمختار". فعين بعضهم، وجمع بينهما بأنه جبر الكسر، وقد ظهر

<<  <  ج: ص:  >  >>