فهو صريح في وقوع الاشتداد الموصوف بما ذكر في يوم الأربعاء لا في يوم الثلاثاء كما قال المصنف، فقوله "من جملة ثمانية عشر حركة في يوم واحد دون ليلته" صريحه أنه يوم الثلاثاء، والمنقول أنه يوم الأربعاء كما علم. "قال القرطبي" في تذكرته: كان بدؤها زلزلة عظيمة ليلة الأربعاء، ثالث جمادى الآخرة، سنة أربع وخمسين وستمائة، إلى ضحوة النهار يوم الجمعة، فسكنت بقريظة عند قاع التنعيم بطرف الحرة، ترى في صورة البلد العظيم، عليها سور محيط عليه شراريف كشراريف الحصون، وأبراج ومواذن، ويرى رجال يقودونها، لا تمر على جبل إلا دكته وأذابته، ويخرج من مجموع ذلك نهر أحمر ونهر أزرق له دوي كدوي الرعد، يأخذ الصخور والجبال بين يديه، وينتهي بها إلى محط الركب العراقي، فاجتمع من ذلك ردم صار كالجبل العظيم، وانتهت النار إلى قرب المدينة. قال: "وكان يأتي المدينة ببركته صلى الله عليه وسلم نسيم بارد، وشوهد من هذه النار" غليان البحر لفظ القرطبي "غليان كغليان البحر، وانتهت إلى قرية من قرى اليمن فأحرقتها". "قال" القرطبي: "وقال لي بعض أصحابنا: ولقد رأتها صاعدة في الهواء من مسيرة خمسة أيام" من المدينة، "قال: وسمعت أنها رئيت من مكة ومن جبال بصرى" مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: "تضيء لها أعناق الإبل ببصرى" وقال أبو شامة: وردت كتب من المدينة في بعضها، أنه ظهر نار بالمدينة، انفجرت من الأرض، وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أحد، وفي آخر: سال منا واد يكون مقداره أربع فراسخ وعرضه أربعة أميال، يجري على وجوه الأرض، يخرج منه مهاد وجبال صغار. "وقال الشيخ قطب الدين القسطلاني: أقامت اثنين وخمسين يوما، قال: وكان