"وقيل: جميع الشرائع" بأن يتعبد بما شاء منها بالإلهام "حكاه صاحب المحصول عن المالكية". "وأما قول من قال إنه كان على شريعة إبراهيم، وليس له شرع منفرد به، وأن المقصود من بعثته صلى الله عليه وسلم إحياء شرع إبراهيم، وعول في إثبات مذهبه على قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَينَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} ، فهذا قول ساقط مردود لا يصدر مثله إلا عن سخيف" أي رقيق "العقل" أي ناقصه، "كثيف" غليظ "الطبع" لا يفهم شيئا، "وإنما المراد بهذه الآية الاتباع في التوحيد" أي الإيمان بالله وحده وما يتعلق بالعقائد الحقة مما يشترك فيه جميع الأنبياء "لأنه لما وصف إبراهيم عليه السلام في هذه الآية، بأنه ما كان من المشركين، "فلما قال: {أَنِ اتَّبِعْ} كان المراد منه ذلك،" أي التوحيد لا اتباع شريعته، "ومثله قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فالمراد بهداهم ما اتفقوا عليه من التوحيد دون فروع الشرائع، فإنه لا يضاف للكل، وقد قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨] الآية، "وقد سمى الله فيهم من لم يبعث" أي لم يرسل بشريعة خاصة، وأمر بدعوة الناس إليها، "ولم تكن له شريعة" جديدة "تخصه، كيوسف بن يعقوب" بن