للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن أراد التخلص من هذه البلية فليتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم السوية، ويقتدي بملته الحنيفة، فإن غلب عليه الأمر وضاقت عليه المسالك فليتضرع إلى الله ويبتهل إليه في كشف ذلك.

الفرع الخامس عشر: في ذكر قنوته صلى الله عليه وسلم

ليعلم أن القنوت يطلق على القيام، والسكوت، ودوام العبادة، والدعاء والتسبيح، والخضوع.

كما قال تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [الروم: ٢٦] .

وقال تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا} [الزمر: ٩] الآية.

وقال تعالى: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [التحريم: ١٢] .


الصلاة، فمن أراد التخلص من هذه البلية فليتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم السوية" أي: المستقيمة، وفي نسخة: السنية، أي: المرتفعة، والأولى أنسب هنا كما لا يخفى، "ويقتدى بملته الحنيفة، فإن غلب عليه الأمر وضاقت عليه المسالك، فليتضرع إلى الله ويبتهل إليه في كشف ذلك" لعل الله تعالى بفضله يكشفه والله أعلم.
الفرع الخامس عشر: في ذكر قنوته صلى الله عليه وسلم
لفظا ومحلا "ليعلم أن القنوت يطلق على القيام" في الصلاة كما قيد به المجد والمصباح، وزاد: ومنه أفضل الصلاة طول القنوت "والسكوت" ومنه: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} ، وفي البيضاوي: ذاكرين له في القيام, والقنوت: الذكر فيه، وقيل: خاشعين، وقال ابن المسيب: المراد به القنوت في الصبح "ودوام العبادة والدعاء والتسبيح والخضوع، كما قال تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} خلقا وعبيدا وملكا، {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} خاضعون مطيعون.
"وقال تعالى": {أَمْ مَنْ} "بتخفيف الميم" وفي قراءة: "آمن" بمعنى: بل والهمزة {هُوَ قَانِتٌ} قائم بوظائف الطاعات {آنَاءَ اللَّيْلِ} ساعاته: جمع أنا "بكسر الهمزة وفتحها" وأنو، وأني "بالواو والياء مع كسر الهمزة فيهما" فهي أربع لغات كما في شرح المصابيح {سَاجِدًا وَقَائِمًا} في الصلاة "الآية".
"وقال تعالى: {وَصَدَّقَتْ} آمنت مريم {بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} شرائعه {وَكُتُبِهِ} المنزلة {وَكَانَتْ

<<  <  ج: ص:  >  >>