للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد به هنا: الدعاء في محل مخصوص من القيام.

وعن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا يقال لهم القراء، فعرض لهم حيان من سليم: رعل وذكوان، عند بئر يقال لها: بئر معونة، فقتلوهم، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم شهرا في صلاة الغداة، وذلك بدء القنوت، وما كنا نقنت. قال عبد العزيز بن صهيب: فسأل رجل أنسا عن القنوت أبعد الركوع أو عند فراغ القراءة؟ قال: بل عند فراغ القراءة "وفي" رواية "أخرى قنت شهر بعد الركوع على أحياء من العرب".

وفي أخرى قنت شهرا بعد الركوع في صلاة الصبح يدعو على رعل وذكوان،


مِنَ الْقَانِتِينَ} من القوم المطيعين، فعدل عن القانتات لذلك ولرعاية الفواصل، "والمراد به هنا الدعاء في محل مخصوص من القيام".
قال الحافظ: وذكر ابن العربي، أن القنوت ورد لعشر معان، فنظمها شيخنا الحافظ زين الدين العراقي، كما أنشدنا لنفسه إجازة غير مرة:
ولفظ القنوت أعدد معانيه تجد ... مزيدا على عشر معاني مرضيه
دعاء خشوع والعبادة طاعة ... إقامتها إقراره بالعبودية
سكوت صلاة والقيام وطوله ... كذاك دوام الطاعة الرابح القنية
"وعن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا" لحاجة كما في رواية للبخاري، وهي: أن رعلا وغيرهم استمدوه، فأمدهم بالسبعين وكان "يقال لهم: القراء" جمع قارئ لكثرة قراءتهم، أو هي الدعاء للإسلام كما عند ابن إسحاق، "فعرض لهم" للسبعين "حيان" بفتح المهملة والتحتية المشددة تثنية حي، أي: جماعة "من سليم" بضم السين أحدهما "رعل" بكسر الراء وسكون المهملة ولام، "و" الآخر "ذكوان" بفتح المعجمة وسكون الكاف آخره نون غير منصرف "عند بئر يقال لها بئر معونة" بفتح الميم وضم العين وإسكان الواو فنون فهاء.
زاد في رواية للبخاري: فقال القوم: والله ما إياكم أردنا، إنما نحن مجتازون في حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم "فقتلوهم" إلا كعب بن زيد قيس بن مالك، فتركوه وبه رمق، فارتث من بين القتلى، فعاش حتى استشهد يوم الخندق، "فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم شهرا في صلاة الغداة" أي: الصبح "وذلك بدء القنوت وما كنا نقنت" قبل ذلك.
"قال عبد العزيز بن صهيب" بضم المهملة وفتح الهاء فتحتية فموحدة، راوي الحديث عن أنس: "فسأل رجل" هو عاصم الأحول "أنسا عن القنوت، أبعد الركوع أم عند فراغ القراءة؟ قال" أنس: "بل عند فراغ القراءة" وقبل الركوع.
"وفي" رواية "أخرى" في الصحيح عن أنس: "قنت شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء

<<  <  ج: ص:  >  >>