للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس: قنت صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا، في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح، في دبر كل صلاة، إذا قال: "سمع الله لمن حمده" من الركعة الأخيرة، يدعو على أحياء من سليم، على رعل وذكوان وعصية، ويؤمن من خلفه. رواه أبو داود.

وعن ابن عمر: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: "اللهم اللعن فلانا وفلانا وفلانا" بعدما يقول: "سمع الله


بيان أن المراد بالدعاء اللعن.
قال الحافظ: ومجموع ما جاء عن أنس أن القنوت للحاجة بعد الركوع لا خلاف عنه في ذلك، وأما لغير الحاجة، فالصحيح عنه أنه قبل الركوع، وقد اختلف عمل الصحابة في ذلك والظاهر أنه من الاختلاف المباح، قال: وظهر لي أن الحكمة في جعله قنوت النازلة في الاعتدال دون السجود مع أنه مظنة الإجابة كما ثبت أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وثبوت الأمر بالدعاء فيه أن المطلوب من قنوت النازلة أن يشارك المأموم الإمام في الدعاء ولو بالتأمين، ومن ثم اتفقوا على أن يجهر به بخلاف القنوت في الصبح، فاختلف في محله والجهر به. انتهى.
"وعن ابن عباس" قال: "قنت صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا" متواليا "في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة" أي: قبل الفراغ منها أخذا من قوله: "إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرة" وعبر بالدبر لقربه من الآخر "يدعو على أحياء" بفتح فسكون جمع حي "من سليم" بضم السين "على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه" على دعائه "رواه أبو داود" وصححه الحاكم وهو من مرسلات الصحابة، لأن ابن عباس كان حينئذ بمكة مع أبويه فلم يشاهد ذلك، وفيه أن الدعاء على الكفار والظلمة جائز في الصلاة ولا يفسدها.
"وعن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر" أي: الصبح بعد أن كسرت رباعيته يوم أحد، يقول: "اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا" هم صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام، كما رواه البخاري في غزوة أحد عن سالم بن عبد الله بن عمر مرسلا، ووصله أحمد والترمذي، وزاد في آخره: فتيب عليهم كلهم، وسمى الترمذي في روايته أبا سفيان بن حرب، وفي كتاب ابن أبي شيبة منهم العاصي بن هشام، قال في مقدمة فتح الباري وهو وهم، فإن العاصي قتل ببدر قبل ذلك، قال: ونقل السهيلي عن الترمذي فيهم عمرو بن العاصي، فوهم في نقله. انتهى.
فقد رجم بالغيب من قال: لعله لعنهم لعلمه بموتهم على الكفر "بعدما يقول": "سمع الله

<<  <  ج: ص:  >  >>