للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمن حمده، ربنا ولك الحمد". فأنزل الله عليه {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} إلى قوله: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: ١٢٨] ، رواه البخاري.

وعن أبي هريرة: كان صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركعة الثانية، قال: "اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة، اللهم


لمن حمده ربنا ولك الحمد". بإثبات الواو، وفي رواية: بإسقاطها، "فأنزل الله عليه {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} " إنما أنت عبد مأمور بإنذارهم وجهادهم و {شَيْءٌ} اسم {لَيْسَ} و {لَكَ} خبر و {مِنَ الْأَمْرِ} حال من {شَيْءٌ} ، لأنها صفة مقدمة "إلى قوله: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} " بالكفر، "رواه البخاري" في غزوة أحد والتفسير والاعتصام، وفيه أن سبب نزولها الدعاء على هؤلاء، وعورض بما رواه مسلم وأحمد والترمذي والنسائي عن أنس، قال: كسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وشج وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه، وعلي يمسحه, ويقول: "كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم"، فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: ١٢٨] ، فجمع الحافظ بأنه دعا على المذكورين في صلاته بعدما وقع له يوم أحد، فنزلت الآية فيما وقع له وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم، قال: لكن يشكل ذلك بما في مسلم عن أبي هريرة، أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في الفجر: "اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية" حتى أنزل الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} ووجه الإشكال أن الآية نزلت في قصة أحد وقصة رعل وذكوان بعده، ثم ظهرت لي علة الخبر، وأن فيه أدراجا، فإن قوله: حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه بين ذلك مسلم، وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته، ويحتمل أن قصتهم كانت عقب ذلك، وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا، ثم نزلت في جميع ذلك، وقال في محل آخر فيه بعد، والصواب أنها نزلت بسبب قصة أحد. انتهى.
وقدمت ذلك في غزوتها، وقال صاحب اللباب: اتفق أكثر العلماء على نزولها في قصة أحد.
"وعن أبي هريرة" قال: "كان" النبي "صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركعة الثانية" من صلاة الصبح، "قال: "اللهم أنج" بكسر الجيم بعد همزة القطع وهي التعدية، يقال: نجا فلان وأنجيته "الوليد بن الوليد" المخزومي أخا خالد، أسلم وعذب في الله ثم نجا وهاجر ومات في العهد النبوي، "وسلمة" بسين أوله "ابن هشام" المخزومي أخو أبي جهل، أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة، ثم قدم مكة فمنعوه وعذبوه، ثم هاجر بعد الخندق وشهد مؤتة، واستشهد بمرج الصفراء، وقيل: بأجنادين "وعياش" بتحتية وشين معجمة "ابن أبي ربيعة" المخزومي من السابقين المعذبين في الله، "و" أنج "المستضعفين بمكة" عطف عام على خاص وهؤلاء قوم

<<  <  ج: ص:  >  >>