للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعضهم: أجمعوا على أنه صلى الله عليه وسلم قنت في الصبح، ثم اختلفوا: هل ترك؟ فنتمسك بما أجمعوا عليه حتى يثبت ما اختلفوا فيه. انتهى.

وأما حديث ابن أبي فديك عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من صلاة الصبح يرفع يديه ويدعو بهذه الدعاء: "اللهم اهدني فيمن هديت ... " إلخ. فقال ابن القيم -في زاد المعاد: ما أبين الاحتجاج به لو كان صحيحا أو حسنا، ولكنه لا يحتج بعبد الله هذا، وإن كان الحاكم صحح حديثه في القنوت، انتهى.

وهذا الحديث رواه الحاكم وصححه، ورد عليه، كما قاله ابن القيم، وقد اتفقوا على ضعف عبد الله بن سعيد.


العمل بالمنسوخ لا يجوز اتفاقا.
"وقال بعضهم: أجمعوا على أنه صلى الله عليه وسلم قنت في الصبح، ثم اختلفوا هل ترك" كما ترك المغرب أم لم يترك، "فنتمسك بما أجمعوا عليه حتى يثبت ما اختلفوا فيه. انتهى".
ذكره هذا البعض ردا على دعوى الطحاوي نسخه، بل ثبت أنه واظب عليه حتى فارق الدنيا.
"وأما حديث ابن أبي فديك" محمد بن إسماعيل "عن عبد الله بن سعيد" بكسر العين "ابن أبي سعيد" كيسان "المقبري" بضم الموحدة وفتحها أبي عبيد الليثي، مولاهم المدني، "عن أبيه" سعيد المدني الثقة من رجال الجميع، "عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من صلاة الصبح يرفع يديه ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم اهدني فيمن هديت ... " إلخ، ويأتي قريبا.
"فقال ابن القيم في زاد المعاد" في هدي خير العباد: "ما أبين" فعل تعجب "الاحتجاج به" أي أن دلالته على القنوت في الصبح واضحة "لو كان صحيحا أو حسنا، ولكنه" ضعيف لأنه "لا يحتج بعبد الله هذا" لضعفه "وإن كان الحاكم صحح حديثه في القنوت،" لأنه من تساهله في التصحيح. "انتهى".
"وهذا الحديث رواه الحاكم وصححه ورد عليه، كما قاله ابن القيم" كما ترى، "وقد اتفقوا على ضعف عبد الله بن سعيد," بل قال في التقريب إنه متروك وإن روى له الترمذي وابن ماجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>