للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس: كان صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح وفي وتر الليل بهؤلاء الكلمات: "اللهم اهدني فيمن هديت". أخرجه محمد بن نصر في كتاب قيام الليل.

والصحيح: أنه لا يتعين فيه مخصوص، بل يحصل بكل دعاء.

وفيه وجه أنه لا يحصل إلا بالدعاء المشهور وهو: "اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت". رواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث الحسن بن علي قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر فذكره. وإسنادهم صحيح، قال


"وعن ابن عباس: كان صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح وفي وتر الليل بهؤلاء الكلمات", وهي: "اللهم اهدني فيمن هديت". "أخرجه محمد بن نصر في كتاب قيام الليل" له، "والصحيح أنه لا يتعين فيه دعاء مخصوص، بل يحصل بكل دعاء" مشتمل على الثناء، "وفيه وجه" أي: قول لبعض الشافعية، "إنه لا يحصل إلا بالدعاء المشهور، وهو": "اللهم اهدني فيمن هديت" لطاعتك، "وعافني فيمن عافيت" من البلايا والفتن والأسقام، وهكذا عادة الأنبياء يسألون بعد البلاء عنهم، "وتولني فيمن توليت" نصره وتأديبه، "وبارك لي فيما أعطيت"، أي: في الذي أعطيته لي، "وقني شر ما قضيت".
قال العلامة الشهاب القرافي: معناه إن الله تعالى يقدر المكروه بعدم دعاء العبد المستجاب، فإذا استجاب دعاءه لم يقع المقضي لفوات شرطه، وليس هو ردا للقضاء المبرم، ومن هذا صلة الرحم تزيد في العمر والرزق، "فإنك تقضي" بما تريد "ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت".
زاد في رواية البيهقي: "فلك الحمد على ما قضيت أستغفرك وأتوب إليك". وما قضاه شامل للخير والشر فكيف حمد عليه، وقد طلب الوقاية منه أولا، والجواب أن المطلوب الوقاية منه هو المقضي من مرض وغيره مما تكرهه النفس، والمحمود عليه هو القضاء الذي هو صفته تعالى، وكلها جميلة يطلب الثناء عليها، "رواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث الحسن بن علي" رضي الله عنهما، "قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر فذكره وإسنادهم" أي: رواته الثلاثة "صحيح" وهو قاصر على الوتر، لكن "قال البيهقي: قد صح أن تعليم هذا الدعاء وقع لقنوت صلاة الصبح ولقنوت الوتر" كما رواه الثلاثة

<<  <  ج: ص:  >  >>