"وهو" أي: هذا الفرق "ضعيف من جهة الحديث، ومن حيث اللغة" والتعبير بجهة وحيث تفنن وكراهة توارد الألفاظ، "أما من جهة الحديث، فلما ثبت في الصحيحين" عن ابن مسعود "من قوله صلى الله عليه وسلم": "إنما أنا بشر مثلكم" فأثبت العلة قبل الحكم وهو "أنسى" ولم يكتف به حتى دفع من عساه يقول ليس نسيانه كنسياننا، فقال: "كما تنسون" فكيف يتأتى ذلك الفرق، "وأما" ضعفه "من حيث اللغة، فقول الأزهري الماضي" السهو الغفلة ... إلخ. "ونحوه قول الجوهري وغيره" من أئمة اللغة، ولذا قال في الفتح: الفرق ليس بشيء، "وقال في النهاية: السهو في الشيء تركه من غير علم" بل غفلة "والسهو عنه تركه مع العلم وهو فرق حسن دقيق" بدال أوله، "وبه يظهر الفرق بين السهو الذي وقع من النبي صلى الله عليه وسلم غير" أي: أكثر من "مرة" بأنه تركه غير عالم، "والسهو عن الصلاة الذي ذم الله فاعله" بقوله: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: ٤, ٥] أي: غافلون غير مبالين، قاله البيضاوي، "وقد كان سهوه صلى الله عليه وسلم من إتمام نعم الله تعالى على أمته وإكمال دينهم" الممتن عليهم بذلك في الآية الكريمة "ليقتدوا به فيما شرعه لهم عند السهو" إذ لو لم يقع ذلك منه لكان يحصل لها غاية الأسف من وقوعه، وإن بين حكمه بالقول، "وهذا معنى الحديث المنقطع الذي في الموطأ الآتي التنبيه عليه إن شاء الله تعالى" قريبا، "إنما أنسى" أنا "أو أنسى" بضم الهمزة والتشديد، مبني لما لم يسم فاعله للعلم به، أي: ينسيني الله تعالى، أي: يوجد في النسيان "لأسن" للأمة شرعا، "فكان ينسى، فيترتب على سهوه أحكام