للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم السجود على قسمين: الأول: السجود قبل التسليم:

فعن الأعرج عن عبد الله بن مالك ابن بحينة أنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين من بعض الصلوات، ثم قام فلم يجلس، فقام الناس معه فلما قضى صلاته ونظرنا تسليمه كبر قبل التسليم فسجد سجدتين وهو جالس ثم سلم. رواه البخاري.

وفي رواية له عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن عبد الله بن بحينة أيضا أنه


التسبيح والدعاء وهم لا يقولون بوجوب ذلك.
"وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم السجود على قسمين: الأول السجود قبل التسليم" من الصلاة، "فعن الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز، "عن عبد الله بن مالك ابن بحينة" بضم الموحدة وفتح المهملة فتحتية فنون اسم أم عبد الله، أو اسم أم أبيه مالك، فينبغي كتب ابن بجينة بالألف وهي بنت الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن مالك بن القشب، بكسر القاف وسكون المعجمة وموحدة الأزدي، أبو محمد حليف بني المطلب، صحابي معروف، مات بعد الخمسين من الهجرة، "أنه قال: صلى بنا" وفي رواية: لنا أي: بنا، أو لأجلنا "رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين من بعض الصلوات" هي الظهر كما في الرواية التي تليها، "ثم قام فلم يجلس" فترك الجلوس والتشهد، "فقام الناس معه" قال الباجي: يحتمل أنهم علموا حكم هذه الحادثة، وإنه إذا استوى قائما لا يرجع إلى الجلسة، لأنها ليست بفرض ولا محلا للفرض، وأن يكونوا لم يعلموا فسبحوا، فأشار إليهم بالقيام، وقد قام المغيرة من ركعتين، فسبحوا به، فأشار إليهم أن قوموا، ثم قال: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم "فلما قضى صلاته" أي: فرغ منها ففي رواية ابن ماجه عن يحيى بن سعيد عن الأعرج حتى إذا فرغ من الصلاة إلا أن يسلم، فدل على أن بعض الرواة حذف الاستثناء لوضوحه والزيادة من الحافظ وقبوله، فلا دلالة فيه لمن زعم أن السلام ليس من الصلاة حتى لو أحدث بعد أن جلس وقبل أن يسلم تمت صلاته.
وتعقب بأن السلام لما كان للتحليل من الصلاة كان المصلي إذا انتهى إليه كمن فرغ من الصلاة "ونظرنا" أي انتظرنا، وفي رواية: ونظر الناس "تسليمه كبر قبل التسليم، فسجد سجدتين" يكبر في كل سجدة كما في رواية للبخاري "وهو جالس" جملة حالية متعلقة بقوله سجد، أي: أنشأ السجود جالسا، "ثم سلم" بعد ذلك، "رواه البخاري" ومسلم من طريق مالك وغيره عن ابن شهاب عن الأعرج به.
"وفي رواية له" للبخاري من طريق مالك، وكذا لمسلم من طريق حماد بن زيد، كلاهما "عن يحيى بن سعيد" بن قيس الأنصاري "عن الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز، "عن عبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>