للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أحق ما يقول ذو اليدين" قالوا: نعم. فصلى ركعتين أخراوين ثم سجد سجدتين. قال سعد: ورأيت عروة بن الزبير صلى من المغرب ركعتين فسلم وتكلم ثم صلى ما بقي منها، وسجد سجدتين وقال: هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري.

وقوله: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" ظاهر في أن أبا هريرة حضر القصة.

وحمله الطحاوي على المجاز، فقال إن المراد: صلى بالمسلمين, وسبب ذلك قول الزهري: إن صاحب القصة استشهد ببدر، فإن مقتضاه أن تكون القصة وقعت قبل بدر وقبل إسلام أبي هريرة بأكثر من خمس سنين.


أنقصت" بفتح همزة الاستفهام وفتح النون فالفعل لازم، وبضم النون فهو متعد، وفي نسخة: نقصت بلا همزة والجملة خبر الصلاة، وما بينهما اعتراض، "فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه" الذين صلوا معه: "أحق" مبتدأ دخلت عليه همزة الاستفهام "ما يقول ذو اليدين" ساد مسد الخبر أو أحق خبر، وتاليه مبتدأ والمستفهم عنه مقدر، أي: من أني فعلت فعلا يوهم نقصان الصلاة، "قالوا: نعم" حق ما يقول "فصلى ركعتين أخراوين" بألف فواو بعد الراء لأبي الوقت وابن عساكر على خلاف القياس، ولغيرهم أخريين بتحتيتين بعد الراء كما أفاده المصنف، "ثم سجد سجدتين" للسهو.
"قال سعد" بسكون العين، ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف راوي الحديث عن أبي سلمة عمه: "ورأيت عروة بن الزبير صلى من المغرب ركعتين، فسلم" عقبهما سهوا، "وتكلم ثم صلى ما بقي منها وسجد سجدتين" للسهو، "وقال: هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم".
قال الحافظ: هذا الأثر يقوي القول، بأن الكلام لمصلحة الصلاة لا يبطلها، لكن يحتمل أن عروة تكلم ساهيا أو ظانا أن الصلاة تمت، ومرسل عروة هذا مما يقوي طريق أبي سلمة الموصولة ويحتمل أن عروة حمله عن أبي هريرة فقد رواه عنه جماعة من رفقة عروة من أهل المدينة، كابن المسيب عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبي بكر بن عبد الرحمن وغيرهم من الفقهاء، "رواه البخاري".
"وقوله: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر في أن أبا هريرة حضر القصة" المذكورة "وحمله الطحاوي على المجاز، فقال: إن المراد صلى بالمسلمين، وسبب ذلك قول الزهري أن صاحب القصة استشهد ببدر، فإن مقتضاه أن تكون القصة وقعت قبل بدر وقبل إسلام أبي هريرة بأكثر من خمس سنين" لأن إسلامه في السابعة وبدر في الثانية، "لكن اتفق

<<  <  ج: ص:  >  >>