"وأما ذو اليدين فتأخر بعد النبي صلى الله عليه وسلم مدة، لأنه حدث بهذا الحديث بعد النبي صلى الله عليه وسلم،، كما أخرجه الطبراني وغيره وهو سلمي" بضم السين "واسمه الخرباق" بكسر المعجمة "كما سيأتي" قريبا. وقد وقع عند مسلم من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة: فقام رجل من بني سليم، "فلما وقع عند الزهري، بلفظ: قام ذو الشمالين وهو يعرف أنه قتل ببدر، قال: لأجل ذلك أن القصة وقعت قبل بدر" فهذا سبب الاشتباه. "وقد جوز بعض الأئمة أن تكون القصة وقعت لكل من ذي الشمالين وذي اليدين، وأن أبا هريرة روى الحديثين فأرسل أحدهما" أي: رواه عن غيره ولم يبينه، فهو مرسل صحابي له حكم الوصل على الصواب، "وهو قصة ذي الشمالين" لأنه لم يشاهدها "وشاهد الأخرى، وهي قصة ذي اليدين، وهذا محتمل في طريق الجمع" لأنه قريب، فهو أولى من تغليط الثقة. زاد الحافظ: وقيل: يحمل على أن ذا الشمالين كان يقال له أيضا ذو اليدين وبالعكس، فكان ذلك سبب الاشتباه ويدفع المجاز الذي ارتكبه الطحاوي ما رواه مسلم وأحمد وغيرهم من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة في هذا الحديث، عن أبي هريرة، بلفظ: بينما أنا