للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا تبع: اليهود غدا والنصارى بعد غد". رواه البخاري.

وفي رواية ابن عيينة عن أبي الزناد عند مسلم: "نحن الآخرون ونحن


القيامة المقضي لهم قبل الخلائق". وقيل: المراد بالسبق هنا إحراز فضيلة اليوم السابق بالفضل وهو يوم الجمعة، وهو وإن كان مسبوقا بسبب قبله، لكنه لا يتصور اجتماع الأيام الثلاثة متوالية إلا ويكون يوم الجمعة سابقا، وقيل: المراد السبق إلى القبول والطاعة التي حرمها أهل الكتاب، فقالوا: سمعنا وعصينا والأولى أقوى، قاله الحافظ.
"بيد أنهم" أي: اليهود والنصارى "أوتوا الكتاب" أي: التوراة والإنجيل، فاللام للجنس "من قبلنا" وفي رواية مسلم: غير أن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا، وهذا شامل لجميع الكتب السماوية بدليل كل أمة، ثم خص اليهود والنصارى بالذكر، لأنهم أقرب زمانا وكتابهم أقوى تبيانا واختلافهم أوضح بطلانا.
قال الحافظ: وسقط من الأصل، أي: البخاري قوله وأوتيناه من بعدهم وهي ثابتة في رواية أبي زرعة الدمشقي عن أبي اليمان شيخ البخاري، فيه: أخرجه الطبراني في مسند الشاميين، وكا لمسلم من طريق ابن عيينة عن أبي الزناد ورواه البخاري تاما بعد من وجه آخر عن أبي هريرة، فقول القرطبي المراد بالكتاب فيه نظر، لقوله: وأوتيناه من بعدهم، فلو أريد التوراة ما صح الإخبار لأنا إنما أوتينا القرآن.
"ثم هذا" أي: يوم الجمعة "يومهم الذي فرض الله عليهم" تعظيمه، وهذه رواية الحموي للبخاري، ورواه الأكثر الذي فرض عليهم بالبناء للمجهول، وأشير إليه بهذا، لأنه ذكر في أول الكلام عند مسلم، من طريق آخر عن أبي هريرة، ومن حديث حذيفة قالا: قال صلى الله عليه وسلم: "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا". الحديث. كما أفاده الحافظ، "فاختلفوا فيه". هل يلزم تعينه أم يسوغ إبداله بغيره، فاجتهدوا فأخطئوا، "فهدانا الله له" بجهتي البيان والتوفيق، "فالناس لنا تبع" فيه "اليهود" أي: تبعية اليهود "غدا" يوم السبت، "و" تبعية "النصارى بعد غد" يوم الأحد، كذا قدره ابن مالك ليسلم من الأخبار بظرف الزمان عن الجثة وسبقه إلى نحو ذلك عياض قال الحافظ وهو أوجه من قول القرطبي نصب غدا ظرفا متعلقا بمحذوف تقديره اليهود يعظمون غدا، وكذا قوله بعد غد ولا بد من هذا التقدير، لأن ظرف الزمان لا يخبر به عن الجثة ولابن خزيمة عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فهو لنا ولليهود يوم السبت وللنصارى يوم الأحد، والمعنى، أنه لنا بهداية الله ولهم باختيارهم وخطئهم في اجتهادهم، "رواه البخاري" بهذا اللفظ أول الجمعة عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>