قال الحافظ: ومال إليه عياض، ورشحه بأنه لو كان فرض عليهم بعينه لقيل: فخالفوا بدل فاختلفوا، وقال النووي: يمكن أنهم أمروا به صريحا، فاختلفوا هل يلزم بعينه ويسوغ إبداله بيوم آخر، فاجتهدوا في ذلك فاخطئوا انتهى. ويشهد له ما رواه الطبري بإسناد صحيح عن مجاهد في قوله تعالى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} [النحل: ١٢٤] . قال: أرادوا الجمعة فأخطئوا وأخذوا السبت مكانه، ويحتمل أن يراد بالاختلاف اختلاف اليهود والنصارى في ذلك، "ولكن قد روى ابن أبي حاتم" بإسناد صحيح "عن إسماعيل السدي" بضم المهملة "التصريح بأنه فرض عليهم يوم الجمعة بعينه فأبوا، ولفظه: "إن الله فرض على اليهود يوم الجمعة، فأبوا وقالوا: يا موسى اجعل لنا يوم السبت" لفظ السدي كما في الفتح، إن الله لم يخلق يوم السبت شيئا فاجعله لنا، "فجعل عليهم" وليس ذلك بعجيب من مخالفتهم" فقد عهدت لهم صريحا "كما وقع لهم في قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْبَابَ} أي: باب القرية وهي بيت المقدس أو أريحاء {سُجَّدًا} منحنين، {وَقُولُوا} مسألتنا {حِطَّةٌ} أي: أن تحط عنا خطايانا، فقالوا: حبة في شعرة ودخلوا يزحفون على