للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كعب بن مالك قال: كان أول من صلى بنا الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسعد بن زرارة.

فمرسل ابن سيرين يدل على أن أولئك الصحابة اختاروا يوم الجمعة بالاجتهاد، ولا يمنع ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه بالوحي وهو بمكة، فلم يتمكن من إقامتها ثم، ولذلك جمع بهم أول ما قدم المدنية. انتهى.

وقال ابن إسحاق: لما قدم الصلاة والسلام المدينة أقام بقباء، في بني عمرو بن عوف، يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس، وأسس مسجدهم ثم خرج يوم الجمعة، فأدركته الجمعة في بني سالم، فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة وذلك قبل تأسس مسجده.


"وهذا وإن كان مرسلا" لأن ابن سيرين من التابعين "فله شاهد بإسناد حسن أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وصححه ابن خزيمة" وغير واحد، كما في الفتح "من حديث كعب بن مالك" الأنصاري أحد الثلاثة الذين خلفوا، "قال: كان أول من صلى بنا الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسعد بن زرارة" بضم الزاي النجاري، شهد العقبات الثلاثة ومات في شوال سنة إحدى من الهجرة بالمدينة، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم "فمرسل ابن سيرين يدل على أن أولئك الصحابة" أسعد ومن معه، "اختاروا يوم الجمعة بالاجتهاد ولا يمنع ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه بالوحي وهو بمكة فلم يتمكن من إقامتها ثم" أي: هناك، أي: بمكة لغلبة المشركين حينئذ.
زاد الحافظ: وقد ورد فيه حديث ابن عباس عند الدارقطني "ولذلك جمع بهم أول ما قدم المدينة" كما حكاه ابن إسحاق وغيره، فقد حصلت الهداية للجمعة بجهتي البيان والتوفيق. "انتهى" كلام فتح الباري بما زدته عنه من أول قوله، يحتمل قوله: فهدانا الله بلفظه وما قبله عن ابن بطال ... إلخ منه أيضا ببعض تصرف.
"وقال" محمد "بن إسحاق" أمام المغازي "لما قدم عليه الصلاة والسلام المدينة أقام بقباء" بضم القاف "في بني عمرو بن عوف" من الأنصار "يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجدهم" الذي أس على التقوى، "ثم خرج يوم الجمعة فأدركته الجمعة في بني سالم، فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة، وذلك قبل تأسيس مسجده" صلى الله عليه وسلم "وكان صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة حين

<<  <  ج: ص:  >  >>