للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعادي من يكفر به، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق والنور والموعظة والحكمة، على فترة في الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة، وقرب من الأجل, من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا، أوصيكم بتقوى الله، فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة، وأن يأمره بتقوى الله، واحذروا ما حذركم الله بنفسه، فإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون وصدق على ما يبتغون من الآخرة، ومن يصل الذي بينه وبين الله من أمره في السر


أطب إعانته في جميع الأمور، "وأستغفره" أطلب منه الغفران وهو الستر على الذنب، بأن يحول بينه وبينه كما هو اللائق بمقامه، "وأستهديه" أطلب منه الهداية، أي: الدوام عليها، أو المراد طلب ذلك لأمته، "وأومن به ولا أكفره" أي لا أجحد شيئا مما يجب له، ولا أجوز ما يستحيل عليه، أتى به للرد على من يزعم أنه مؤمن به ويجعل له ولدا كاليهود، أو يشرك بعبادته أحدًا كأهل الأوثان. "وأعادي من يكفر به" لأنهما أعداؤه، والمحب يعادي عدو محبوبه، "وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له" تأكيد لوحده، "وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله" لجميع العالمين، "أرسله بالهدى ودين الحق، والنور" القرآن "والموعظة" مواعظ القرآن، أو القول الرقيق "والحكمة" القرآن أو غيره "على فترة" انقطاع "من الرسل" إذ لم يكن بينه وبين عيسى رسول، ومدة ذلك ستمائة سنة كما في البخاري عن سلمان، وهو أصح ما قيل فيها "وقلة من العلم" بحيث لم يكن منه حين البعثة إلا بقايا من أهل الكتاب متفرقين في الأراضي، "وضلالة من الناس" بالكفر والمعاصي "وانقطاع من الزمان" أي: زمان الأنبياء "ودنو" قرب "من الساعة" القيامة "وقرب من الأجل" انتهاء مدة الدنيا. "من يطع الله ورسوله فقد رشد" بفتح الشين المعجمة وكسرها، "ومن يعص الله ورسوله فقد غوى" بفتح المعجمة والواو، أي انهمك في الشر "وفرط" قصر وضيع "وضل ضلالا بعيدا" صاحبه عن الحق. "أوصيكم بتقوى الله فإنه" أي: الشأن، وفي نسخة: فإنها أي: التقوى، وفي أخرى: فإن "خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه" بضم الحاء، أي: يحمله "على الآخرة" أي: على الأعمال النافعة له فيها، "وأن يأمره بتقوى الله" فإنها أقوى ما ينفعه وينجيه من العذاب "واحذورا" خافوا "ما حذركم الله بنفسه" وفي نسخة: من نفسه "فإن تقوى الله لمن عمل به" أي: بما حذر الله منه، بأن امتثل أوامره واجتنب نواهيه "على وجل"، "بفتحتين" "ومخافة من ربه عون" خبران، "وصدق على ما يبتغون" يطلبون "من الآخرة" من ثوابها والنجاة من عقابها، "ومن يصل الذي بينه وبين الله من

<<  <  ج: ص:  >  >>