للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين ربكم تسعدوا، وأكثروا الصدقة ترزقوا، وأمروا بالمعروف تخصبوا، وانهوا عن المنكر تنصروا، يا أيها الناس إن أكيسكم أكثركم ذكرا للموت، وأكرمكم أحسنكم استعدادا له، ألا وإن من علامات العقل التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والتزود لسكنى القبور، والتأهب ليوم النشور". رواه ...

ورواه ابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله مختصرا بنحوه.

وفي مراسيل أبي داود عن الزهري قال: كان صدر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله


وفي رواية جابر: يكثر ذكره لكم، فسعادتهم بكثرة ذكره لهم "وأكثروا الصدقة" زاد جابر في السر والعلانية "ترزقوا": يكثر رزقكم ويزيد ببركتها، وفي رواية جابر: تؤجروا وتحمدوا وترزقوا وتنصروا وتجبروا، "وأمروا بالمعروف تخصبوا" بضم التاء وكسر الصاد من أخصب، أي: يكثر خير أرضكم "وانهوا عن المنكر تنصروا" على عدوكم، "أيها الناس أن أكيسكم" أي: أعقلكم وأفطنكم "أكثركم ذكرا للموت" لوقوعه لا محالة، "وأكرمكم" أفضلكم "أحسنكم استعدادا له" الأعمال الصالحة وترك المخالفة "ألا" بالفتح والتخفيف "وإن من علامات العقل التجافي" بجيم وفاء التباعد "عن دار الغرور" الدنيا "والإنابة" الرجوع "إلى دار الخلود" الآخرة "والتزود لسكنى القبور" بالأعمال الحسنة "والتأهب" الاستعداد "ليوم النشور" البعث. "رواه" كذا في نسخ وبعده بياض.
"ورواه ابن ماجه" والبيهقي "من حديث جابر بن عبد الله مختصرا" بدون قوله: وأمروا بالمعروف إلى هنا "بنحوه" وزاد عقب قوله: "وتنصروا وتجبروا". "واعلموا أن الله قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومي هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة فريضة مكتوبة من وجد إليها سبيلا، فمن تركها في حياتي أو بعد موتي جحودا بها واستخفافا بحقها وله إمام عادل أو جائر فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له ألا ولا وضوء له ألا ولا حج له ألا ولا بر له حتى يتوب، فمن تاب تاب الله عليه ألا لا تؤمن امرأة رجلا ولا يؤم أعرابي مهاجرا ولا يؤم فاجر مؤمنا إلا أن يقهره سلطان يخاف سيفه وسطوته". هذا تمام حديث جابر عند ابن ماجه والبيهقي.
"وفي مراسيل أبي داود عن الزهري" محمد بن مسلم بن شهاب، "قال: كان صدر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم" أي: أولها "الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا"، خصها لشدتها وقوتها وتزيينها، "من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له" إذ

<<  <  ج: ص:  >  >>