للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى. نسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه ويطيع رسوله ويتبع رضوانه ويجتنب سخطه".

وعنده أيضا عنه قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا خطب: "كل ما هو آت قريب، لا بعد لما هو آت، يريد الله أمرا، ويريد الناس أمرا، ما شاء الله كان ولو كره الناس، ولا مبعد لما قرب الله، ولا مقرب لما أبعد الله، لا يكون شيء إلا بإذن الله عز وجل".

وقال جابر بن عبد الله: كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب الجمعة يقول بعد أن يحمد الله ويصلي على أنبيائه: "أيها الناس، إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم


الأمر كله في قبضته وتحت إرادته سبحانه، "وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا" للمؤمنين "ونذيرا" للعاصين "بين يدي الساعة"، أي: قدامها بقرب "من يطع الله ورسوله فقد رشد" بفتح الشين المعجمة وكسرها، "ومن يعصهما فقد غوى" بفتح المعجمة والواو، قال عياض: وقع في رواية لمسلم بكسر الواو وفتحها، والصواب الفتح وهو من الغي، وهو الانهماك في الشر، ومر أن خصائصه صلى الله عليه وسلم أن له أن يجمع الله ورسوله في ضمير واحد بخلاف غيره، فلا ينافي قوله للذي خطب عنده، فقال: ومن يعصهما فقد غوى، فقال صلى الله عليه وسلم: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله". رواه مسلم، وهذا المرسل قد رواه أبو داود بإسناد صحيح عن ابن مسعود، قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة "الحمد لله" فذكره بلفظه إلا أنه قال: "ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا". فإنما عدل المصنف إلى المرسل لقوله أوله كان صدر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، أما المسند فصدره بأنه علمهم خطبة الحاجة، "نسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه ويطيع رسوله ويتبع رضوانه ويجتنب سخطه" الظاهر أنه من كلام الزهري، ويحتمل أنه من المرفوع تعليما للأمة، "وعنده" أي: أبي داود "أيضا عن" أي: الزهري، "قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا خطب" بعد الحمد والثناء: "كل ما هو آت قريب لا بعد لما هو آت"، وإن أبطأ "يريد الله أمرا ويريد الناس أمرا ما شاء الله كان" وجد لا محالة "ولو كره الناس، ولا مبعد لما قرب الله، ولا مقرب لما أبعد الله، لا يكون شيء إلا بإذن الله عز وجل".
"وقال جابر بن عبد الله" رضي الله عنهما: "كان صلى الله عليه وسلم إذ خطب يوم الجمعة يقول بعد أن يحمد الله" يثني عليه بما هو أهله "ويصلي على أنبيائه": "أيها الناس إن لكم معالم" أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>