للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من القرآن ويذكر الناس. وله في رواية أخرى: كان لا يطيل الموعظة بها يوم الجمعة، إنما هي كلمات يسيرات.

وعن عمرو ابن حريث أنه صلى الله عليه وسلم خطب وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه. رواه مسلم.

قال ابن القيم في الهدي: وكان عليه الصلاة والسلام إذا اجتمع الناس خرج إليهم وحده من غير شاويش يصيح بين يديه، ولا لبس طيلسان ولا طرحة ولا سواد، فإذا دخل المسجد سلم عليهم، فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه وسلم عليهم ثم يجلس، ويأخذ بلال في الأذان، فإذا فرغ منه قام صلى الله عليه وسلم فخطب من


الخطبة، "ويذكر الناس" يعظهم بما يلين القلوب، "وله" أي: لأبي داود "في رواية أخرى" وصححها الحاكم عن جابر بن سمرة، "كان" صلى الله عليه وسلم"، "لا يطيل الموعظة" أي: الأمر بالطاعة والوصية "بها يوم الجمعة" لئلا يمل السامعون، "إنما هي" أي: الموعظة هكذا في النسخ الصحيحة، هي بالتأنيث، وهو الذي في أبي داود والحاكم، فما في نسخ إنما هو تحريف وإن أمكن توجيهه بأن يقال، أي: ما يأتي به أو وعظه المفهوم من الموعظة، إنما هو "كلمات يسيرات" في الغالب، فإن عرض ما يقتضي التطويل طول، "وعن عمرو" بفتح العين "ابن حريث" بمهملة ومثلثة مصغر، ابن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي، المخزومي، صحابي صغير، مات سنة خمس وثمانين "أنه صلى الله عليه وسلم خطب" الناس، أي: وعظهم يوم فتح مكة كما في حديث جابر في مسلم والسنن، "وعليه عمامة سوداء" إشارة إلى السؤدد والنصر وظهوره على جميع الأديان، لأن جميع الألون ترجع إلى الأسود ولا يرجع هو إلى لون منها "قد أرخى طرفها" بالإفراد للتثنية، كما وقع في بعض النسخ، قاله عياض.
وقال القرطبي شرحا للتثنية:
يعني بهما لاأعلى والأسفل "بين كتفيه، رواه مسلم" ولأبي الشيخ عن ابن عمر: كان صلى الله عله وسلم يدير كور العمامة على رأسه ويغرسها من ورائه ويرخي لها ذؤابة.
قال الحافظ العراقي: مقتضاه أن الذي كان يرسله بين كتفيه من الطرف الأعلى.
"قال ابن القيم في الهدي" النبوي: "وكان عليه الصلاة والسلام إذا اجتمع الناس خرج إليهم وحده من غير شاويش يصيح بين يديه ولا لبس طيلسان ولا طرحة ولا سواد" كما يفعل ذلك ببعض البلاد، "فإذا دخل المسجد سلم عليهم، فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه وسلم عليهم ثم يجلس" كما رواه البيهقي عن ابن عمر: كان إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلم على من عنده من الجلوس، فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه ثم سلم،

<<  <  ج: ص:  >  >>