للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير فصل بين الأذان والخطبة، لا بإيراد خبر ولا غيره، ولم يكن يأخذ بيده سيفا ولا غيره، وإنما كان يعتمد على قوس أو عصا قبل أن يتخذ المنبر، وكان يأمر الناس بالدنو منه، ويأمرهم بالإنصات. انتهى.

وينظر في قوله: ولم يكن يأخذ بيده سيفا ولا غيره، وإنما كان يعتمد على قوس أو عصا قبل أن يتخذ المنبر.

وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ بسورة الجمعة في الركعة الأولى، "و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: ١] في الثانية. رواه مسلم والترمذي وأبو داود.

والحكمة في قراءته صلى الله عليه وسلم بسورة الجمعة، اشتمالها على وجوب الجمعة


ضعفه ابن حبان وابن القطان وغيرهما، "ويأخذ بلال في الأذان، فإذا فرغ منه قام صلى الله عليه وسلم فخطب من غير فصل بين الأذان والخطبة لا بإيراد خبر" أي: حديث "ولا غيره" فالترقية بدعة مكروهة إلا أن يشترطها واقف فيعمل بها، ولا تضر في حصول سنة الأذان بين يدي الخطيب، قال في المدخل: العجب من الإنكار على مالك بعمل أهل المدينة، وهؤلاء يفعلون الترقية محتجين بعمل أهل الشام. انتهى.
ولا حجة لهم في أنه صلى الله عليه وسلم قال لجرير في حجة الوداع: "استنصت الناس". كما لا يخفى، "ولم يكن يأخذ بيده سيفا ولا غيره، وإنما كان يعتمد على قوس أو عصا قبل أن يتخذ المنبر، وكان يأمر الناس بالدنو" أي: القرب "منه ويأمرهم بالإنصات" ليفهموا ما يقوله على وجهه ويعملوا به. "انتهى".
"وينظر في قوله: ولم يكن يأخذ بيده سيفا ولا غيره، وإنما كان يعتمد على قوس أو عصا قبل أن يتخذ المنبر" فإنه مخالف لما مر أنه كان يخطب متوكئا على قوس أو عصا، كيف، وفي أبي داود: كان إذا قام يخطب أخذ عصا، فتوكأ عليها وهو على المنبر.
"وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ بسورة الجمعة في الركعة الأولى، و" بسورة " {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُون} في" الركعة "الثانية، رواه مسلم والترمذي وأبو داود" من طريق عبيد الله بن أبي رافع، قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة، فصلى لنا أبو هريرة الجمعة، فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُون} ، قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف، فقلت: إنك قرأت بسورتين، كان علي بن أبي طلب يقرأ بهما بالكوفة، فقال أبو هريرة: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة، فيستحب قراءتهما في الجمعة للاتباع.
"والحكمة" كما نقله النووي عن العلماء "في قراءته صلى الله عليه وسلم بسورة الجمعة اشتمالها على

<<  <  ج: ص:  >  >>