"وحجة الإمام الشافعي ما رواه الدارقطني وابن ماجه والبيهقي في الدلائل" النبوية "عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك" الأنصاري المدني، ثقة من كبار التابعين، ويقال: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، "قال: كنت قائد أبي" كعب بن مالك "حين ذهب بصره، فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان صلى على أبي أمامة" أسعد بن زرارة النجاري، شهد العقبات الثلاث ولا نزاع أن كنيته أبو أمامة، وممن صرح بذلك المصنف في العقبة، أي: دعا له "واستغفر له، قال: فمكث" بضم الكاف وفتحها، "كذلك حينا" زمانا "لا يسمع الأذان في الجمعة إلا فعل ذلك" الدعاء والاستغفار، "فقلت: يا أبت استغفارك لأبي إمامة كلما سمعت أذان الجمعة ما هو" أي: ما سببه، "قال: يا بني هو أول من جمع" بنا "بالمدينة". زاد في رواية البيهقي في بقيع الخضمات، "قال: قلت له: كم كنتم يومئذ؟ قال: أربعون رجلا" نصلي أو نفعلها، ولا خفاء في إخباره بأنهم أربعون يومئذ لا دلالة فيه بوجه على انحصار صحتها في هذا العدد. "وقال جابر بن عبد الله: مضت السنة أن في كل ثلاثة إماما، وفي كل أربعين فما فوق ذلك جمعة، خرجه الدارقطني" فمفهوم فما فوق أن ما نقص لا يكون جمعة. "وروى البيهقي عن ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم جمع بالمدينة وكانوا أربعين رجلا" لا دلالة فيه أيضا على أنها لا تصح بدونهم، لأنه حكاية حال فعلية، واستشعر ذلك فتكلف دفعه، بقوله: