للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفاء في قوله: "أفلا أكون" للسببية، وهي عن محذوف تقديره: أأترك تهجدي؟ فلا أكون عبدا شكورا، والمعنى: إن المغفرة سبب لكون التهجد شكرا، فكيف أتركه؟

قال ابن بطال: في هذا الحديث أخذ الإنسان على نفسه بالشدة في العبادة، وإن أضر ذلك ببدنه، لأنه صلى الله عليه وسلم إذا فعل مع علمه بما سبق له، فكيف بمن لم يعلم بذلك فضلا عمن لم يأمن أنه استحق النار. انتهى.

ومحل ذلك -كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري- ما لم يفض ذلك إلى الملال، لأن حال النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكمل الأحوال، فكان لا يمل من عبادة ربه، وإن أضر ذلك ببدنه، بل صح أنه عليه الصلاة والسلام قال: "وجعلت قرة عيني في الصلاة". كما أخرجه النسائي من حديث أنس، فأما غيره صلى الله عليه وسلم فإذا


وصححه الحاكم من أم قيس بنت محصن، أنه صلى الله عليه وسلم لما أسن وحمل اللحم اتخذ عمودا في مصلاه يعتمد عليه.
"والفاء في قوله: "أفلا أكون" للسببية وهي" ناشئة "عن محذوف تقديره أأترك تهجدي" لما غفر لي "فلا أكون عبدا شكورا، والمعنى أن المغفرة سبب لكون التهجد شكرا فكيف أتركه؟ " كأن المعنى ألا أشكره وقد أنعم علي وخصني بخير الدارين؟ فإن شكورا من أبنية المبالغة يستدعي نعمة عظيمة.
"قال ابن بطال: في هذا الحديث أخذ الإنسان على نفسه بالشدة في العبادة وإن أضر ذلك ببدنه، لأنه صلى الله عليه وسلم إذا فعل ذلك مع علمه بما سبق له" من الله تعالى "فكيف بمن لم يعلم بذلك فضلا عمن لم يأمن أنه استحق النار. انتهى".
"ومحل ذلك كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ما لم يفض ذلك إلى الملال" السآمة، "لأن حال النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكمل الأحوال، فكان لا يمل" بفتح الميم "من عبادة ربه وإن أضر ذلك ببدنه" الشريف، "بل صح أنه عليه الصلاة والسلام قال": "حبب إليّ من دنياكم النساء والطيب "وجعلت قرة عيني" بردها من الفرح والسرور "في الصلاة" لأنها محل المناجاة ومعدن المصافاة فلا يحصل له سآمة وإن شقت عليه.
وفي حديث: "قال لي جبريل قد حببت إليك الصلاة فخذ منها ما شئت", "كما أخرجه

<<  <  ج: ص:  >  >>