للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربي العظيم"، ثم رفع رأسه من الركوع فكان قيامه نحوا من ركوعه، يقول: "لربي الحمد" ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه، وكان يقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى" ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده، وكان يقول: "رب اغفر لي، رب اغفر لي". فصلى أربع ركعات، قرأ فيهن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة أو الأنعام، شك شعبة.

ورواه البخاري ومسلم عن حذيفة بلفظ: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم


فكان قيامه نحوا من ركوعه يقول" فيه "لربي الحمد" أي: بعدما قال: "سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد" كما في الرواية التالية، "ثم سجد، فكان سجوده نحوا من قيامه، وكان يقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى" ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده" فيه إطالة الجلوس بين السجدتين، والمرجح خلافه لأدلة أخرى، "وكان يقول" فيه: "رب اغفر لي رب اغفر لي" أي: يكرر هذا القول إلى أن يسجد الثانية، "فصلى أربع ركعات قرأ فيهن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة أو الأنعام، شك شعبة" بن الحجاج أحد رواته، "ورواه البخاري ومسلم" في قوله البخاري نظر فإنه لم يروه لكونه ليس على شرطه كما في فتح الباري وتبعه المصنف على البخاري وإنما هو من أفراد مسلم "عن حذيفة، بلفظ صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت" في نفسي "يركع عند المائة، ثم مضى" في القراءة ولم يركع، "فقلت" في نفسي: "يصلي بها" أي: البقرة "في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها".
قال النووي قوله يصلي بها في ركعة معناه ظننت أنه يسلم بها فيقسمها على ركعتين، وأراد بالركعة الصلاة بكمالها وهي ركعتان، قال: ولا بد من هذا التأويل لينتظم الكلام بعده، وعلى هذا فقوله: ثم مضى معناه قرأ معظمها بحيث غلب على ظني أنه لا يركع الركعة الأولى إلا في آخر البقرة، فحينئذ قلت: يركع الركعة الأولى بها وقال الأبي قوله، فقلت: يركع بها انظر هذا مع قوله أولا، فقلت: يصلي بها في ركعة.
وأجيب بأن المراد بالركعة التسليمة، أو أن الثاني تأكيد "ثم افتتح سورة النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرآها" حال كونه"يقرأ مترسلا" أي: بالرفق والترتيل إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل" لفظ مسلم وإذا مر بآية فيها سؤال وإذا مر بتعوذ

<<  <  ج: ص:  >  >>