للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم"، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: "سمع الله لمن حمده" زاد في رواية: "ربنا لك الحمد" ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال: "سبحان ربي الأعلى"، فكان سجوده قريبا من قيامه.

وزاد النسائي: لا يمر بآية تخويف أو تعظيم لله عز وجل إلا ذكر.

وقد كانت هيئة صلاته عليه الصلاة والسلام ثلاثة:


تعوذ" قال المصنف في شرح مسلم فيه استحباب تطويل قراءة نافلة الليل وأن طول القيام أفضل من كثرة الركوع والسجود، واستدلال المخالف بحديث أبي ذر مرفوعا من ركع ركعة وسجد سجدة رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة.
أجيب: بأن لا دلالة فيه على أن كثرتهما أفضل من طول القيام، بل على أن الله تعالى يعطي للمصلي في كل ركوعه وسجوده، ثوابا ويحط عنه ذنوبا لا أنه تعالى لا يعطيه في طول القيام شيئا وفيه أيضا أن ترتيب السور على ما في المصحف العثماني ليس بتوقيف، بل على سبيل الاجتهاد وهذا مذهب مالك والجمهور واختيار القاضي أبي بكر الباقلاني، وأصح القولين عنده مع احتماليهما، وأما من يقول إنه توقيف واستقر الأمر على ذلك في زمنه صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة فيحمل فعله هذا على أنه قبلها واستقرار الأمر على ما ذكر هنا كانت السورتان في مصحف أبي، واتفق على أن للمصلي أن يقرأ في الركعة الثانية سورة قبل التي صلى بها في الأولى، نعم يكره ذلك في الركعة الواحدة أو لمن يتلو القرآن، وأجازه بعضهم وتأول نهي من نهى من السلف عن قراءة من قرأ منكوسا، أن ذلك فيمن يقرأ من آخر السورة آية بعد آية، كما يفعله من يظهر قوة الحفظ، اتفق على أن تأليف كل سورة وترتيب أيها توقيف من الله تعالى على ما عليه الآن في المصحف وعلى ذلك نقلته الأمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم. انتهى.
"ثم ركع فجعل يقول" في ركوعه "سبحان ربي العظيم". فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: "سمع الله لمن حمده"، زاد في رواية لمسلم: "ربنا لك الحمد" بغير واو قبل لك، "ثم قياما طويلا قريبا مما ركع".
قال النووي: فيه جواز تطويل الاعتدال عن الركوع وأصحابنا يقولون: لا يجوز ويبطلون به الصلاة، "ثم سجد فقال" في سجوده: "سبحان ربي الأعلى". فكان سجوده قريبا من قيامه.
"وزاد النسائي" في روايته لهذا الحديث: "لا يمر بآية تخويف أو تعظيم لله عز وجل إلا ذكره" أي: فكر في أمر ما مر به واستحضره ليزداد قربه من الله تعالى، "وقد كانت هيئة" أي: صفة "صلاته عليه الصلاة والسلام ثلاثة" من الأنواع، "أحدها أنه كان أكثر صلاته قائما، فعن

<<  <  ج: ص:  >  >>