قال ابن الأثير: لأن التسبيح في الفرائض نفل، وفي النوافل نوافل في مثلها "قاعدا" بل قام حتى تورمت قدماه، "حتى كان قبل وفاته بعام، فكان يصلي في سبحته قاعدا" إبقاءه على نفسه ليستديم الصلاة "الحديث" بقيته: ويقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها، "رواه أحمد ومسلم والنسائي وصححه الترمذي" كلهم من طريق مالك وغيره وهو في الموطأ. "الثاني: كان يصلي قاعدا ويركع قاعدا، رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عائشة بلفظ" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصل ليلا طويلا قائما، وليلا طويلا قاعدا وكان إذا قرأ قائما، ركع قائما "وإذا قرأ وهو قاعد ركع وسجد وهو قاعد" فيه التنفل قاعدا مع القدرة على القيام وهو إجماع. "الثالث: كان يقرأ قاعدا، فإذا بقي يسير من قراءته قام فركع قائما، رواه مسلم" وكذا البخاري، فكأن المصنف سها عنه أو سقط من نساخه "من حديث عائشة، ولفظه" أي: الحديث عندهما عنها، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي" النافلة "جالسا" قبل موته بعام، كما في حديث حفصة: "ويقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين آية أو أربعين آية" تحتمل أو الشك من الراوي أيهما، قالت عائشة وإنها قالتهما معا بحسب وقوع ذلك منه صلى الله عليه وسلم مرة كذا ومرة كذا أو بحسب طول الآيات وقصرها، "قام وقرأ وهو قائم" فجمع بين ما يطيقه من القيام والجلوس إبقاء على نفسه ليستديم الصلاة "ثم ركع ثم سجد ثم يفعل في الركعة