"وأما قيامه عليه الصلاة والسلام ليلة النصف من شعبان" أي: ذكره بدليله، "فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل" ليلة النصف من شعبان، "صلى فأطال السجود" زيادة على عادته "حتى ظننت أنه قد قبض" أي: مات، "فلما رأيت ذلك" أي: أبصرته وعلمته "قمت إليه" وما زلت أتفقده "حتى حركت إبهامه" أي: إبهام قدمه فتحرك" إبهامه أو شخصه كله ليعلمها أنه حي فتطمئن وقد زادت في رواية: فاطمأننت، وفي أخرى: ففرحت، وفي رواية للبيهقي وضعت يدي على باطن قدميه، فكأنها حركت الإبهام مع الوضع فلا خلف، "فرجعت فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته" إشارة إلى أنه لما حركته فتحرك لم يخفف سجوده ولا رفع رأسه فورا، بل استدام إطالة السجود، "فقال: "يا عائشة". أو "يا حميراء" تصغير حمراء وهي البيضاء المشرب بياضها بالحمرة وهو أحسن الألوان والشك من الراوي: "أظننت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خاس" بخاء معجمة وسين مهملة، أي: غدر "بك" وذهب في ليلتك إلى غيرك من أزواجه، مع أن الله منحه العصمة وجعله واسطة بينه وبين خلقه، فوضع الظاهر موضع المضمر إشارة إلى أن الغدر لا ينبغي أن يظن بالأنبياء لكمال عصمتهم عنه وعن غيره من النقائص البشرية والعيوب الإنسانية، "قلت: لا والله يا رسول الله ولكني ظننت أنك قبضت لطول سجودك، فقال: "أتدرين" بهمزة الاستفهام وفي رواية: بحذفها، أي: أتعلمين، "أي" بالنصب والرفع "ليلة هذه" في الفضل وكثرة الثواب للقائم فيها، إذ هي عالمة بأنها ليلة نصف شعبان، "قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "هذه ليلة النصف من شعبان" ولها عند الله