للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا أتشكوا إليه ... ما ليس يخفى عليه

فقلت ربي يرضى ... ذل العبيد لديه

وقالت طائفة: الأفضل ترك الدعاء والاستسلام للقضاء، وأجابوا عن قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} [فاطر: ٦٠] بأنَّ آخرها دلَّ على أنَّ المراد بالدعاء هو العبادة.

قال الشيخ تقي الدين السبكي: الأَوْلَى حمل الدعاء في الآية على ظاهره.

وأما قوله تعالى بعد ذلك {عَنْ عِبَادَتِي} فوجه الربط أنَّ الدعاء أخص من العبادة، فمن استكبر عن العبادة استكبر عن الدعاء، وعلى هذا: فالوعيد فيه إنما هو في حق من ترك الدعاء استكبارًا، ومن فعل ذلك كفر، وأمَّا من تركه لمقصد من المقاصد فلا يتوجه إليه الوعيد المذكور، وإن كنَّا نرى أن ملازمة الدعاء والاستكثار منه أرجح من الترك لكثرة الأدلة الواردة فيه.


قالوا: أتشكو إليه ... ما ليس يخفى عليه
فقلت ربي يرضى ... ذل العبيد لديه
ومعنى البيتين ظاهر "وقالت طائفة: الأفضل ترك الدعاء والاستسلام للقضاء، وأجابوا عن قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] "بأنَّ آخرها دلَّ على أن المراد" وفي نسخة: بدون على، أي: أفهم أن المراد "بالدعاء هو العبادة", فكأنه قال: اعبدوني أثبكم، وأجاب الأولون بأن هذا ترك للظاهر.
"و" لذا قال الشيخ تقي الدين السبكي: الأَوْلَى حمل الدعاء في الآية على ظاهره" من السؤال والطلب "وأما قوله بعد ذلك {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} فوجه الربط أنَّ الدعاء أخص من العبادة، فمن استكبر عن العبادة استكبر عن الدعاء، وعلى هذا: فالوعيد فيه بقوله: {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} "إنما هو في حق من ترك الدعاء استكبارًا، ومن فعل ذلك كفر، وأمَّا من تركه لمقصد من المقاصد" كالتسليم للقضاء, "فلا يتوجّه إليه الوعيد المذكور وإن كنَّا نرى أن ملازمة الدعاء والاستكثار منه أرجح من الترك لكثرة الأدلة الواردة فيه".
زاد الحافظ: ودلَّ قوله تعالى بعد {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين} [غافر: ٦٥] أنَّ الإجابة منوطة بالإخلاص، وقال الطيبي في حديث الدعاء: هو العبادة، ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ، يمكن أن تحمل العبادة على المعنى اللغوي: أي: الدعاء ليس إلّا إظهار غاية

<<  <  ج: ص:  >  >>