للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستجب لي" رواه الشيخان وغيرهما.

وكان -عليه السلام- يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك، رواه أبو داود من حديث عائشة.

والجوامع: التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة، أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة.

وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل


لأحدكم ما لم يعجل" بفتح التحتية والجيم بينهما عين ساكنة- من الاستجابة بمعنى الإجابة، قال الشاعر:
فلم يستجبه عند ذاك مجيب
أي: يجاب دعاء كل واحد منكم؛ لأن الاسم المضاف يفيد العموم على الأصحّ "يقول: دعوت فلم يستجب لي" بضم التحتية وفتح الجيم- بيان لقوله: "ما لم يعجل"، فمن مَلّ الدعاء لم يقبل دعاؤه؛ لأنه عبادة، أجيب أم لا, فمن أكثر منه أوشك أن يستجاب له.
"رواه الشيخان وغيرهما" كأبي داود والترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة: "وكان -عليه السلام يستحب", وللحاكم: كان يعجبه "الجوامع من الدعاء, ويَدَع" يترك "ما سوى ذلك، رواه أبو داود" بإسناد جيد "من حديث عائشة" وصحَّحه الحاكم وأقَرَّه الذهبي, "والجوامع" الكلمات "التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة" عطف تفسير "أو" التي "تجمع الثناء على الله تعالى، وآداب المسألة" أي: السؤال، وقيل: هي ما جمع مع الوجازة خيري الدنيا والآخرة نحو: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة} [البقرة: ٢٠١] قيل: وهو أوجه، لكن عليه يحم قوله: ويَدَع ما سوى ذلك, على أغلب الأحوال لا كلها، فقد قال المنذري: كان يجمع في الدعاء تارة ويفصّل أخرى, "وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه" ليس في مسلم لفظ في دعائه: "اللهمَّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري" الحافظ لجميع أموري، فإنَّ من فسد دينه فسدت جميع أموره, وخاب وخسر في الدنيا والآخرة, "وأصلِح لي دنياي التي فيها معاشي" بإعطاء الكفاف فيما يحتاج إليه, وكونه حلالًا معينًا على طاعة "وأصلح لي آخرتي التي إليها" كذا في النسخ, والذي رأيته في مسلم، وكذا نقله عنه السيوطي وغيره: "التي فيها معادي".
قال ابن الأثير وغيره، أي: ما أعود إليه يوم القيامة, وهو إمَّا مصدر ميمي أي: عودي أو

<<  <  ج: ص:  >  >>